انتخب صباح أمس فؤاد العماري عن حزب الاصالة والمعاصرة عمدة جديدا لمدينة طنجة، بعد أن حصل على 59 صوتا مقابل 23 صوتا لصالح مرشح العدالة والتنمية، وقد حسم أمر العمدة الجديد إثر الاجتماع الذي عقدته قيادات حزبية مركزية في طنجة يومي الجمعة والسبت الماضيين، عبر الترشيح المشترَك لمرشح واحد اعتُبِر المرشح الأوفر حظا لنيل منصب العمودية. ويبدو أن مسلسل التشويق والانتظار في طنجة انتهى بعد أن تأكد توفر فؤاد العماري، منسق حزب «الأصالة والمعاصرة» في جهة طنجة تطوان، على حظوظ وافرة للوصول إلى هذا المنصب، بعد الاستقالة المفاجئة التي قدمها، قبل أسبوعين، سمير عبد المولى. وكان مهندس حزب الأصالة والمعاصرة، فؤاد عالي الهمة، والأمين العام لنفس الحزب، محمد الشيخ بيد الله، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، محمد الأبيض، قد حضروا كلهم إلى طنجة، في نهاية الأسبوع الماضي، من أجل وضع القطار على السكة، في ظل تخوفات كانت سائدة بقوة حول إمكانية وضع عصي في سكة حزب الهمة، الذي لم يشأ أن يضيع منصب عمودية طنجة من بين يديه، بعد استقالة عبد المولى. وقد تقدمت أحزاب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار بمرشح مشترَك هو فؤاد العماري، الذي كان ثانيا في لائحة الحزب خلال الانتخابات الجماعية الماضية، والذي سيكون خلال السنوات الأربع المقبلة عمدة طنجة الجديد. وخلال الاجتماع الذي تم عقده في أحد فنادق المدينة، مساء السبت الماضي، قال فؤاد علي الهمة «إن ما حدث في طنجة لا يعتبر فشلا، بل نجاحا، وإن أعضاء الحزب في مكتب مجلس المدينة استقالوا حين وجدوا أن الأشياء لا تسير على ما يرام»، في إشارة إلى استقالة العمدة عبد المولى وأربعة من نوابه ينتمون إلى نفس الحزب. ولمَّح علي الهمة إلى جهات نافذة لم يُسمِّها مشيرا إلى أن لها دورا في تعطيل مجلس المدينة، وقال إنه «لا يعقل أن تتصرف جهات وشركات في هذا الوقت وكأننا نعيش في بداية الاستقلال». وبدا من خلال كلام الهمة أنه يلمح إلى شركة «أمانديس»، التي تمتلك حق التدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء في طنجة، والتي كانت على خلاف دائم مع سمير عبد المولى، الذي هدد أكثر من مرة بوقف امتياز التفويض الممنوح لها. وعزز كلام الهمة حول الموضوع ما قالته مصادر من قبل حول «نفوذ قوي وراء شركة أمانديس»، وهو نفوذ مصدره الرباط والدار البيضاء، غير أن الخلاف مع «أمانديس» لا يعتبر لوحده سببا لاستقالة عمدة طنجة، بالنظر إلى الخلافات السياسية المزمنة التي سادت الجماعة الحضرية منذ حوالي سنة ونصف، إضافة إلى الخلافات الداخلية داخل حزب «البام» نفسه.