تصفيقات حارة وصلاة وسلام على النبي وزغاريد.. هكذا استقبلت الحاضرات والحاضرون في ندوة» مسيرة النساء نحو المساواة» التي نظمتها وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية في 11/10بالرباط قصيدة ألقتها شاعرة قدمت من العيون إلى الرباط ، حاملة قصيدتها الحارة التي جعلت أفواه الرجال تتسع حد شدقيها في ابتسامات لن الصق بها أي وصف ،فيما نساء الندوة اشتعلت حماستهن وأمطرن الشاعرة بالتصفيقات وذلك ربما لشدها إياهن من عالم الجمعيات والندوات الجاف إلى عالم الشعر وبالخصوص عالم قصيدتها الساخنة ، التي وصفت فيها شفاه المرأة بحقول التوت التي لن يستطيع أي رجل مقاومتها دون أن تنس ذكر سحر السيقان البيضاء والخصور الناحلة ولم تذكر لحسن الحظ الأرداف المكتنزة الأمر الذي حول القاعة ساعة المناقشة إلى ما يشبه قاعة الحفلات وهو ما جعل منظمي الندوة يحمدون الله ربما على أن بعض ممثلي الدبلوماسية الدولية قد غادروا لأنهم لن يتمكنوا من شرح سبب تفاعل نساء ورجال الندوة، مع قصيدة ستبدو لهم عادية لأنهم لا يعانون ما نعانيه ..فالمرأة تريد الرجل وتريد الحقوق والمساواة وتريد أن تكون الأنثى التي ستسبي قلب هذا الرجل..الذي لا تريده مسؤولا عنها بل ندا لا تختلف معه في شيء حتى لو أن الطبيعة تقول العكس.. وأمام تصفيقات وتهليل الحاضرات بادرتني محامية من خريبكة تجلس إلى جانبي بالقول» هذه هي من أتت على كل ما يردن ولامست الوتر الحساس..» وتعني بذلك بعض نساء الحركة النسائية المتشددات ولم تنس الشاعرة أن تذكر الغريم الحبيب في قصيدتها ، أنها جسد نافر وأيضا عقل راجح وقبل ذلك أي حين أخذها «الميكرو» في الوقت المخصص للمناقشة قالت «إننا في المجتمع الحساني لا نعاني أي ميز بل على العكس المرأة هناك تعيش معززة مكرمة بل في الطلاق يقام لها حفل ويرتفع مهرها وقد يأتيها العريس ليلة الطلاق»..وقبل إلقاء القصيدة طلبت منها مليكة بنراضي التي كانت تؤطر الجلسة أن تلخص ما تريد قوله إلا أن القاعة ساندت الشاعرة، وطلبت الاستماع إلى القصيدة التي شكلت المفاجأة .. بعد انتهائها من إلقائها الجميل وخلال عودتها إلى كرسيها وسط التصفيقات غطت وجهها بكفيها خجلا وأيضا تواضعا دون أن تدري أن هناك من لم يعجبها ما قالته.. فقبل المناقشة تميزت بعض التدخلات بالنبرة الحادة ، عكس تدخلات الوزراء وفي هذه التدخلات أعلنت صاحباتها حربا معلنة على الآخر..الذي لم يعد بالنسبة لبعضهن يمثل الأب أو الشريك أو الابن بل هو ند يجب التصدي له ...وجعل الجنسين متساويين في الحقوق والواجبات بل حتى تلك التي حسمت فيها النصوص الشرعية تطالب بعضهن بتغييرها بقوة التشريعات الدولية.. وبعد جلسة المناقشة أخذت المتدخلات في الرد على ما تم طرحه من أسئلة وتوصيات وحتى ملاحظات..وحين جاء دور فريدة بناني أول ما بدأت به هو كلام الشاعرة عن المجتمع الحساني، وافتخارها بالمكانة التي تحظى بها المرأة هناك وعلى حين غرة سالت فريدة الشاعرة وماذا عن التسمين الذي تخضع له المرأة الصحراوية...تفاجأ الجميع بهذا السؤال الذي لم يرق للشاعرة التي طالبت بحق الرد وأصرت عليه الأمر الذي جعل مليكة بنراضي تطالبها باحترام سير الندوة ، وان تنتظر حتى انتهاء الرد على أسئلة المناقشة وأنهت ملاحظتها بجملة وانتهى الأمر.. ازداد حنق الشاعرة التي نهضت من كرسيها وذهبت إلى حيث يوجد الميكروفون وخلال هذا كانت فريدة بناني مسترسلة في ردودها مطالبة بتوحيد المرجعية ..ومن المكاسب الهامة التي أشارت إليها والتي تحققت بفضل المدونة هدم سلطة هرم الأسرة ... عادت الوزيرة نزهة الصقلي التي كانت قد غادرت مع احمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لحضور اجتماع مجلس الحكومة ، لتكمل باقي فصول الندوة ولتلقي البيان الختامي لتجد أمامها الشاعرة التي كانت تلوح بيدها مصرة على حقها في الرد، على قضية التسمين وهنا نهضت السيدة الصقلي وأخذت بيد الشاعرة التي لم تحظ بسماع قصيدتها لتتحدث إليها بهدوء .. لترجع الشاعرة بعد حديثها مع الوزيرة إلى كرسيها دون أن تنفرج أساريرها التي كانت قبل دقائق منتشية بتصفيقات الحضور الحارة على قصيدتها .. وخلال البيان الختامي حيت الصقلي نساء العيون وجمعياتها اللواتي زارتهن من قبل وحظيت عندهن بحفاوة الاستقبال ، واعدة إياهن بزيارة قريبة وبذلك استطاعت أن تنزع فتيل حرب اثنية أو على الأقل مشاداة نسائية أوقدتها فريدة بناني ونفخت فيها مليكة بنراضي ..مع أن التسمين هو وسيلة من وسائل تجميل النساء الصحراويات ..مثل الأمريكيات والأوربيات وحتى ثريات العالم العربي اللواتي يلجان إلى عمليات التجميل القاسية لنفخ الصدر وشد الوجه وزرع السيلكون في الأرداف والساقين وهي عمليات أصبح يخضع لها حتى الرجل فمن حق أي إنسان أن يختار أن يكون نحيلا أو سمينا ولا علاقة لهذا بحقوق الانسان..