رفضت المعارضة اليمنية عرضا جديدا من الرئيس علي عبد الله صالح ، بأن يستمر في منصبه لحين إجراء انتخابات على أن ينقل صلاحياته إلى حكومة انتقالية، واتهمته بالمناورة من أجل البقاء في السلطة مؤكدة تمسكها برحيله. واعتبر المتحدث باسم اللقاء المشترك، الذي تنضوي تحته أحزاب المعارضة البرلمانية، محمد القحطاني، أن العرض ليس إلا محاولة لإطالة بقاء النظام، وقال إن الرئيس يكثر المقترحات ويقوم بمناورات وذلك في إشارة إلى سلسلة عروض تقدم بها صالح في الأيام الأخيرة بهدف احتواء الأزمة التي تعصف بالبلاد. وأضاف القحطاني لوكالة الأنباء الفرنسية "ليس أمام الرئيس صالح الا التنحي"، مؤكدا أن موقف المعارضة يرتبط بموقف المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام، وأنها تتجه نحو "تصعيد العمل المدني السلمي حتى يسقط النظام". وكان الرئيس اليمني قدم عرضه الأخير للمعارضة ، خلال اجتماع عقده مساء الثلاثاء مع رئيس حزب الإصلاح الإسلامي، محمد اليدومي، علما بأنه كان قد عرض في وقت سابق التخلي عن منصبه قبل نهاية العام الجاري، لكن المعارضة رأت أن ذلك ليس كافيا. وتقول وكالة رويترز إن صالح -الذي بدا أحيانا تصالحيا وأحيانا أخرى متحديا- تعهد بعدم تقديم أي تنازلات أخرى للمعارضين المطالبين برحيله، لكن محادثات تجرى خلف الكواليس منذ أيام، حيث تقول المعارضة أنها تعتقد أن الرئيس يناور للحصول على ضمانات بأنه وعائلته لن تتم محاكمتهم مستقبلا بتهم الفساد. في الوقت نفسه ، بدا أن اليوم الجمعة لن يشهد زحف المتظاهرين نحو القصر الجمهوري كما تردد من قبل ، حيث قال القحطاني إن قرارا كهذا يخضع لاعتبارات كثيرة "وهو بيد الشباب المعتصمين فقط". كما سار أحد المعتصمين وهو عادل الدال في الاتجاه نفسه ، حيث نقلت عنه الفرنسية أن الوضع الحالي "وخاصة ما يقوم به النظام من افتعال للأزمات وإقلاق للسكينة والأمن، لا يسمح للشباب المعتصمين بالزحف إلى الأماكن التي يتمركز فيها الرئيس وأسرته". وأضاف "هناك قوى أمنية مثل الأمن والأمن المركزي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة ما زالت في غيبوبة السلطة ، ونحن نسعى جاهدين لدعوة هؤلاء للانضمام إلى صفوفنا". وكانت المظاهرات قد تواصلت في اليمن للمطالبة بتغيير النظام ، حيث سار الآلاف في ثلاث مظاهرات منفصلة انطلقت من مناطق مختلفة بالعاصمة اليمنية صنعاء قبل أن تصب في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء والتي تعد المركز الرئيسي لمعتصمي ثورة الشباب السلمية. ولم يسمح الجيش في البداية للمتظاهرين بالدخول إلى الساحة، لكنه عاد وفتح الطريق أمامهم لينضموا إلى المعتصمين الذين زاد عددهم بشكل ملحوظ. من جهة أخرى، التقى السفير الأميركي في صنعاء ، جيرالد فايرستاين، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ، سلطان البركاني، وناقش معه "تطورات الأزمة السياسية الراهنة في اليمن وسبل الخروج منها" علما بأنه كان قد التقى بكل من الرئيس اليمني ومسؤولين عسكريين ومعارضين للبحث في سبل الخروج من الأزمة الراهنة. وكانت أسابيع من الاحتجاجات في صنعاء ومدن أخرى دفعت بحكم صالح المستمر منذ 32 عاما إلى حافة الانهيار، لكن وكالة رويترز تقول إن الولاياتالمتحدة والسعودية قلقتان بشأن من سيخلفه ، حيث تعتبرانه ركيزة للاستقرار تمنع تنظيم القاعدة من التوسع في بلد يقول كثير من المحللين السياسيين إنه يتجه إلى التفكك. وعبر مسؤولون أميركيون صراحة عن ارتياحهم للعمل مع صالح الذي سمح بعمليات عسكرية أميركية في اليمن ضد القاعدة رغم عدم الترحيب الشعبي بتلك العمليات.