نشرت صحيفة «الصباح» التونسية تفاصيل عملية فرار الرئيس المخلوع من تونس إلى المملكة العربية السعودية، ونفت أن يكون قد تحول رفقة أفراد عائلته على متن مروحيات إلى مالطا ومنها على متن طائرة خاصة إلى جدة بعد أن رفضت باريس قبوله. ونقلت الصحيفة تفاصيل فرار زين العابدين بن علي إلى السعودية من مصادر قالت بأنها "موثوق بها عاشت تفاصيل ما حدث واختارت الحفاظ على السرية". وقد انطلقت الرحلة من مقر إقامة الرئيس المخلوع بسيدي بوسعيد، حيث أعدت زوجته وابنهما وابنتهما الصغرى حليمة " وخطيبها أنفسهم للمغادرة.. في المقابل كان الاتفاق على أن يغادر الرئيس المخلوع تونس حقنا للدماء بعد ان تأكد ان نية الشعب هو الزحف على قصر قرطاج. انطلقت القافلة التي كانت تضم الحرس الرئاسي وقوات من أمن مقاومة الارهاب جهة قرطاج في اتجاه المطار العسكري بالعوينة في رتل محمي بشكل يضمن سلامة الرئيس. كانت الساعة تشير الى ما بعد الخامسة ظهرا.. وفي المطار العسكري تم نقلهم على متن حافلة عسكرية صغيرة الى الطائرة الرئاسية التي كانت مستعدة للاقلاع في اتجاه المملكة العربية السعودية وقد تولى الجيش الوطني طلب الاذن لعبور الأجواء الدولية التي ستمر عبرها الطائرة ، وهو ما فسر اعلان الملاحة الجوية المالطية طلب الجيش التونسي العبور من أجوائها الذي قرئ على أنه طلب هبوط ، وذهب البعض الى حدود الاعلان عن نزول طائرات عسكرية بمالطا. وأضافت الصحيفة "على متن الطائرة الرئاسية كان التوتر على أشده..كان الرئيس المخلوع يحمل مسدسا في حزامه وكان يبدي توجسا اذ كان يتابع مراحل الرحلة ويسأل بين الفينة والاخرى عن موقع الطائرة جوا.. لقد كان جد متخوف من أن يتم تحويل وجهته الى غير الوجهة التي حددها. نفس التوتر كان يعيشه أفراد اسرته المرافقة له ولم يطمئن الجميع الا عندما حطت الطائرة بمطار جدة وعندما شاهدوا عبر النافذة كيف أن من كان في استقباله هم عرب بلباس سعودي. الرئيس المخلوع طلب من طاقم الطائرة الرئاسية البقاء في المطار مشيرا الى انه سينظم إقامة عائلته ويعود على متنها مجددا لتونس.. وكان لزاما أن يتم التشاور مع تونس التي أذنت أعلى القيادة بها كي تعود الطائرة فورا دون انتظار على حد تعبيرها.