بادر أعضاء جمعيات تنموية محلية وإقليمية بإقليم الرشيدية إلى تشكيل لجنة لدعم ضحايا الفيضانات التي اجتاحت الإقليم ما بين تاسع وعاشر أكتوبر الجاري مخلفة خسائر في الأرواح (خمسة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال) وأضرارا مادية هامة. وحسب مؤسسي هذه اللجنة فإن الهدف من إحداثها هو تنسيق جهود الدعم والمساعدات الموجهة للمناطق الأكثر تضررا وتأطير ضحايا هذه الاضطرابات الجوية ومخاطبة السلطات الإقليمية والوطنية قصد إعداد مشاريع تنموية مندمجة في هذه المناطق. وقد عقدت اللجنة، في هذا الإطار، عدة اجتماعات تنسيقية، خصصت لإعداد استمارات موجهة للجمعيات المحلية في المناطق المتضررة قصد إحصاء الخسائر التي تسببت فيها هذه الفيضانات. ووجهت اللجنة، في هذا الصدد، نداءات عاجلة إلى جميع المنظمات والجمعيات سواء الوطنية منها أو الدولية لتقديم المساعدة للأشخاص المنكوبين. وتعتبر الاضطرابات الجوية، التي عرفها الإقليم ما بين تاسع وعاشر أكتوبر الجاري, مدمرة بالنظر لحجم الخسائر التي تسببت فيها، خاصة في القرى والقصور والأراضي الزراعية الواقعة على ضفاف واد غير. وفي مجال السكن، أشارت التقارير الأولية حول الخسائر، التي أعدتها مختلف اللجان التقنية التي شكلت لهذا الغرض, إلى تدمير ما لا يقل عن73 مسكنا كلها مبنية من الطوب، من بينها33 مسكنا دمر بشكل جزئي. وفي مجال التجهيزات والبنيات التحتية, تسببت الفيضانات في خسائر قدرت ب20 مليون درهم، ويتعلق الأمر بانهيار العديد من الجسور والجدران الواقية إلى جانب جرف وتدهور حافات الطرق والطرق والعديد من المنشآت الكهربائية والخاصة بالماء الصالح للشرب. ولم يسلم القطاع الفلاحي من هذه الخسائر إذ أن العديد من البنيات التحتية المائية الزراعية قد تضررت, كما نفق ما لا يقل عن1500 رأس من الماشية وفقدت35 ألف شجرة زيتون وثمانية آلاف شجرة تفاح وخمسة آلاف من أشجار نخيل التمر. وقد سجلت التساقطات المطرية القوية المصحوبة بالبرد مستويات استثنائية في بعض المناطق خاصة في كوراما (104 ملم) وزاوية سيدي حمزة طرابات (4 ر82 ملم) وتيليشت (8 ر40 ملم). ويذكر أن المناطق الأكثر تضررا تقع على طول وادي غير ما بين كوراما وبودنيب.