احتفل المغرب، يوم الجمعة17 اكتوبر، على غرار المجموعة الدولية، باليوم العالمي لمحاربة الفقر، وهي مناسبة لبعث الأمل وإيقاظ الوعي بضرورة محاربة هذه الظاهرة في مختلف أشكالها. وبالفعل، فإن التحسيس بهذه الآفة يكتسي أهمية أساسية في مجال محاربة الفقر،هذه المواجهة التي ينبغي أن تتم على مستويات عدة. وتشكل الاستراتيجيات المعتمدة، بهذا الخصوص، حجر الأساس للتخفيف من عبء هذه الظاهرة والوقاية من عواقبها الوخيمة. وهكذا فإن ضمان الأمن الغذائي، والولوج إلى الشغل والتمدرس، وتشجيع التضامن الوطني، وكذا محاربة الرشوة كلها أمور تسير جنبا إلى جنب عندما يتعلق الأمر بمحاربة الفقر وفي المغرب، يكتسي الاحتفال بهذا اليوم طعما خاصا، وذلك منذ الإعلان عن الاوراش الكبرى المفتوحة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي باتت تكتسي سنة بعد الأخرى أهمية كبرى بالنظر إلى النتائج الإيجابية لهذه المشاريع على الساكنة. وانطلاقا من اليقين الجازم بأن التنمية مرتبطة بشكل وثيق بالاهتمام الواجب ايلاؤه للعنصر البشري لانتشاله من الفقر, فقد تمت تعبئة جميع مكونات المجتمع المغربي لترجمة جميع المشاريع التي جاءت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أرض الواقع, هاته المبادرة التي تشكل، كما أورد ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطابه ليوم18 ماي2005 ، « قوام مشروعنا المجتمعي, المرتكز على مبادئ الديمقراطية السياسية، والفعالية الاقتصادية، والتماسك الاجتماعي، والعمل والاجتهاد، وتمكين كل مواطن من الاستثمار الأمثل لمؤهلاته وقدراته». ومن جهة أخرى, أكد خبراء تقرير «خمسون سنة من التنمية البشرية وآفاق سنة2025 » أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تقدم الاطار الملائم لتسريع وتيرة محاربة الفقر والاقصاء, وهي تتضمن جملة من المبادرات التي من شأنها أن تمكن، في المستقبل، من السير بنجاح بمسلسل التنمية البشرية. ومع ذلك، وإلى جانب المبادرات الحكومية المعتمدة للتقليص من حجم الظاهرة، الملقاة على عاتق جمعيات المجتمع المدني, والتي يعود لها الفضل في تأسيس تعاونيات وإطلاق مبادرات تهدف إلى تشجيع التنمية البشرية ووضع المواطن في صلب جميع السياسات الوطنية، بشكل يمكنه من التمتع بكامل مواطنته، وتقديم مساهمته في التنمية الاجتماعية. يذكر أن اليوم العالمي لمحاربة الفقر تم الإعلان عنه سنة1993 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.