أكدت رئيسة جمعية محاربة داء السيدا السيدة حكيمة حميش، اليوم الجمعة بمراكش، أن مواجهة الوصم والتمييز ضد مرض السيدا يعتبر ركيزة أساسية ضمن استراتيجية الجمعية المغربية لمحاربة داء السيدا. وأضافت في كلمة، ألقتها خلال افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الثامن للجمعية المنظم إلى غاية 17 يناير الجاري حول موضوع "الوصم والتمييز.. الوجه الآخر للوباء"، أن الجمعية تتوخى من خلال تنظيم هذه اللقاءات تعبئة جميع المتطوعين والمتدخلين من أجل حماية الاشخاص المتعايشين مع الفيروس ولتقليص خطر انتقاله وانعكاساته السلبية.
واعتبرت السيدة حميش أن انعقاد هذ المؤتمر، الذي يشارك فيه خبراء من فرنسا ولبنان وأنجلترا وممثلو عدد من جمعيات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال ومنظمات حقوقية، يكتسي أهمية قصوى للانكباب حول هذا الموضوع من أجل إرساء خطة لمواجهة كل الاكراهات المرتبطة بهذا الداء، مبرزة أهمية انخراط أصحاب القرار السياسي للحد من هذه الآفة الاجتماعية.
وقالت السيدة حميش إن الهدف من هذه اللقاءات هو التفكير حول إمكانية وضع استراتيجية وآليات محكمة للرد على كل الخروقات التي تطال حقوق الاشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا أو أولائك المتأثرين به، منوهة بالدعم الذي يقدمه مختلف الشركاء الوطنيون والدوليون للحد من هذا الوباء.
ومن جانبه أكد السيد بيير بيرجي رئيس "سيداكسيون" أن محاربة داء السيدا يعتبر مسؤولية الجميع من سلطات حكومية ومجتمع مدني، مشيرا الى أن الاصابة بهذا المرض على غرار باقي الاوبئة لا يستثني أي أحد خاصة الاشخاص بالدول الفقيرة.
وأشار السيد بيرجي في هذا الاطار إلى أن العديد من الاشخاص المصابين بفيروس السيدا بهذه الدول لا تستفيد من العلاج، مبرزا أنه بالرغم من الاشواط التي تم قطعها في هذا المجال فإن الأمر يستدعي المزيد من العمل للحد من انتشار هذا الداء.
أما رئيس فرع الجمعية المغربية لمحاربة السيدا بمراكش السيد عثمان ملوك فأوضح من جهته أنه من المحزن تسجيل استمرار الوصم والتمييز لمحاربة داء السيدا في الوقت الذي أصبح فيه الولوج الى العلاج ممكنا، معتبرا أن عزوف الاشخاص عن الاقدام على إجراء التحليلات الخاصة بالسيدا سيعمل على عزلهم إجتماعيا وسوء معاملتهم.
واعتبر السيد ملوك أن هذه الممارسات السلبية تعرقل مجهودات الوقاية والعلاج وتعمق الانعكاسات الاجتماعية السلبية لهذا الوباء، ملاحظا أن انعقاد هذه اللقاءات من شأنه تعزيز الشراكة القائمة بين الجمعية المغربية لمحاربة السيدا ومختلف المتدخلين على المستويين الوطني والدولي.
ويتناول المشاركون في هذه اللقاء مواضيع تهم بالخصوص"منطق الوصم وأخلاقيات التمييز" و"الوصم والتمييز حلقة مفرغة في محاربة السيدا" و"الوصم والتمييز المرتبطين بداء السيدا" و"الوصم والتمييز وانخراط الاشخاص المتعايشين مع الفيروس" و"محاربة الوصم والتمييز المرتبطين بداء السيدا" و"المغاربة ومهاجري جنوب الصحراء.. ما هي العلاقة".