استمتع ما يناهز 25 ألف متفرج حضرت بمركب محمد الخامس مساء الثلاثاء الماضي بلقاء قوي تنافسي مليء بأطوار كروية شيقة بين الرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي في المواجهة التي جمعتهما برسم آخر لقاءات الدورة 19 من بطولة النخبة بالقسم الأول بعد التأجيل الذي طاله وكان مقررا إجراؤه بعد زوال الأحد الماضي. لماذا كان هذا اللقاء متميزا والذي أجمع كل من حضره بأنه أجمل ما عرفه مركب محمد الخامس من لقاءات هذا الموسم لأن الفريقين معا استعدا له جيدا على جميع المستويات الفنية والتكتيكية والبدنية رغم فارق ظهور فريق الرجاء بكافة عناصره المعروفة في حين خاضه فريق المغرب الفاسي في غياب أربعة عناصر أساسية وفعالة هم بلعامري وبناي (مطرودان) وبورزوق ولحراري لجمعهما أربعة إنذارات غير أن المستوى الذي ارتقى إليه عرض الفريقين غيب هذا التمييز سواء لعب الرجاء بمجموعته الكاملة أو المغرب الفاسي بدون لاعبيه الغائبين، وقد عرفت المقابلة الندية من بدايتها حتى وقتها بذل الضائع ومما زاد في لهيبها إقدام فريق الرجاء على تسجيل هدف مبكر في الدقيقة 6 بواسطة المهاجم الصالحي بعد تلقيه كرة منفذة من ضربة خطإ مركزة من رجل متولي، مما أربك فريق المغرب الفاسي الذي ظهرت عليه محاولة تراجع للدفاع في حين سعت عناصر الرجاء إلى نهج ضغط هجومي قوبل بعودة الفريق الفاسي إلى خلق توازن بين دفاعه ووسط ميدانه للحد من تحركات لاعبي وسط الرجاء (قوة الفريق) والمهاجمين الصالحي ومتولي وحسن الطير والصواري لينتهي الشوط الأول بنتيجة (0/1) لصالح الرجاويين الذين أظهروا تفوقا في أطواره على الزوار، لكن الجولة الثانية وبعد التغييرات التي قام بها المدرب الطاوسي بإدخال كل من الدحماني واليوسفي وحلحول أعطت نفسا للمجموعة التي فرضت لعبها الاندفاعي بحثا عن التسجيل وتعديل النتيجة، غير أن الفريق الرجاوي عرف في الدقيقة 61 كيف يستغل هذا الاندفاع بتوقيع الهدف الثاني من توقيع المهاجم الصواري ليزداد حماس الشياطين بحثا عن هدف الخلاص ليقابل هذا البحث بمثيل له من الفاسيين حين تمكن اللاعب المخضرم طارق السكيتيوي الذي قدم عرضا راقيا من الحصول على ضربة جزاء بعد توغله داخل المنطقة قام بتنفيذها في الدقيقة 68 ليدخل اللقاء بعد نتيجة (1/2) مرحلة المغامرة الكلية من الفريقين رجاء تحاول الدفاع عن نتيجة الفوز و(ماص) تسعى للوصول إلى نتيجة التعادل على الأقل مما أفرز عدة فرص للفاسيين قذيفة موسى تيكانا على عارضة الحارس الحظ وقذيفة الدحماني التي أبعدها نفس الحارس ثم إنفراد المهاجم الشاب حلحول بالمرمى والحارس الرجاوي إلا أن رجل أمين الرباطي كانت الأسرع. في حين كاد الفاسيون يؤدون ضريبة هذا الضغط من خلال المرتدات الخطيرة للرجاء بعد دخول لمباركي وبوشروان، إلا أن هذين اللاعبين إلى جانب متولي وكوني غاب عنهم التركيز في التسديد لينتهي اللقاء بنتيجة (1/2) التي أعادت فريق الرجاء لصدارة الترتيب الذي أسعد جماهيره بهذا الفوز والتي استقبلته كما ودعته بالهتاف والشهب المضيئة. عن المقابلة قال مدرب الرجاء امحمد فاخر بأن المقابلة كانت قوية أظهرت عروضها أحقية تصدر الفريقين للبطولة والمغرب الفاسي كان عنيداً فيها، أهنىء لاعبي فريقي على قتاليتهم الذين حققوا بها فوزاً هاماً أعاد الفريق للزعامة وبغض النظر عن النتيجة فالمقابلة عرفت مستوى جيداً استمسع الجمهور الحاضر بأطوار شيقة. أما رشيد الطاوسي مدرب المغرب الفاسي فقال من جهة بأن تأجيل اللقاء من الناحية العلمية كان له تأثير على نفسية واستعداد اللاعبين ورغم هذا ورغم الغيابات الوازنة بالمجموعة فاللاعبون خاضوا أطوارها بقتالية وجدية والهدف المبكر كان مؤثراً إلا أن العودة القوية في الجولة الثانية مكنت من التسجيل وإهدار فرص لتحقيق التعادل. اللقاء قاده الحكم اليعقوبي بصرامة وعرفت نهايته عناقاً بين فاخر والطاوسي وزيارة للرئيس حنات لمدرب المغرب الفاسي بقاعة الندوة الصحفية.