بالبيضاء وبكل أرجاء المملكة وخارج أرض الوطن لا حديث على امتداد هذا الاسبوع سوى عن لقاء الديربي (105) بين الغريمين التقليدين لكرة القدم المغربية الوداد والرجاء اللذين يلتقيان برسم الدورة (11) في بطولة ساخنة مشحونة بالأحداث من دورة لأخرى في انتظار ما تخفي باقي الدورات التي يشتد فيها الصراع أكثر وتدخل فيها الأندية المتبارية المنافسة الشرسة من أجل اللقب أو تفادي الهبوط إلى القسم الموالي. منطق الأرقام والديربي: على الورق وكما تؤكد ذلك الأرقام فطريق الرجاء يحتل رتبة متقدمة في السبورة وهو يتمركز في الصف الثالث ب 18 نقطة فيما الوداد يحتل الرتبة السادسة ب 14 نقاط مع فارق معنوي هو أن فريق الخضراء حقق ستة انتصارات متتالية 5 في البطولة وواحد في كأس العرب بمعنى أن حظوظ الرجاء أوفر على الورق لكن هذا لايلغي في شيء قوة فريق الوداد الذي لم ينهزم غير مرة واحدة مع الجيش ومواجهته لغريمه التقليدي تختلف شكلا ومضمونا ومعنويا ومجهودا عن كل المقابلات السابقة أي أن ظهوره وهو يستقبل الرجاء سيكون من منظور السعي لكسب النقاط الثلاث للوصول إلى كوكبة مقدمة الترتيب. لكن يبقى رغم هذه القراءة لمقابلة الديربي منطقها الخاص الذي تنمحي أمامه الرتب والنتائج المحققة وحتى الاستعدادات القبلية وحتى الحوافز المادية لأن الديربي يلعب فيه عامل وحيد هو الضغط المعنوي الذي يرى فيه الكثير أن دوره سيكون حاسما بالنسبة للفريق الذي سيعرف كيف يتخطى هذا الضغط الذي يكون من ورائه ارتكاب أقل الأخطاء. بين الزاكي وروماو: الفارق بين مدربي الحمراء والخضراء هو أن الزكي لم يسبق له أن درب الرجاء في حين أن البرتغالي روماو درب الفريقين معا، وفي هذا التباين صراع خفي بين الطرفين سوف يتجسد على رقعة الملعب خلال أطوار المقابلة من خلال النهج التكتيكي الذي سيعتمده أي منهما بغض النظر عن المؤهلات البشرية التي يزخر بها كل فريق على حدة لكن مشاركات الديربيات السابقة أوضحت لنا أن النجومية تختفي وأن المتقن للعب الجماعي يكون الأقرب إلى الفوز، ناهيك عن تألق لاعبين بشكل خاص في هذه النوعية من المقابلات والذين يشكلون صنع الفارق بشكل مفاجئ. الاستعدادات والحوافز: كانت البداية في البيضاء وبعدها غادر كل فريق المدينة بعيداً عن ضغوط جماهير هذا أوذاك، وكثرت الأقوال والاشعاعات عن الحوافز المادية بتخصيص منحة استثنائية في هذه المواجهة والكل .. في اتجاه إذكاء الحماس في اللاعبين للقيام بمقابلة شيقة الأطوار تكون في مستوى الحضور الجماهيري المكثف والمنتظر بما لايقل عن 60 ألف من المتفرجين الذين سوف يحتفلون بعودة الديربي الى البيضاء بعد اجرائه في الموسمين الماضيين بالرباط نتيجة الشغب الذي طال سابقيه مما حدا بالسلطات المعنية برفض اجرائه بمركب محمد الخامس. الكرة عند الجمهور: بقدر ما أن الكرة التي ستسرق إهتمام الجماهير وهي تدور على أرضية الملعب، فإن كرة أخرى عند الجمهور البيضاوي الذي عليه بشقيه الأحمر والأخضر أن يكون في مستوى الحدث والثقة التي أعادت الديربي لموقعه الأصلي بمدينة الدارالبيضاء وذلك باعتماد الروح الرياضية والابتعاد كليا عن أي شكل من أشكال الشغب الذي أنهك جسد كرة القدم المغربية حتى يمر اللقاء الديربي في شكل حضاري رياضي يعبر عن مدى الإحساس بالمسؤولية والاقتناع بأن المنافسة الرياضية مهما كانت نتيجتها تبقى منافسة لا أقل ولا أكثر. لنشجع ولنهتف حتى النخاع لكن بسلوك رياضي صرف.