.... كثيرة هي الأوصاف التي توصف بها مقابلة «الديربي» بين الرجاء والوداد التي تجري أطوارها غدا الأحد بمركب محمد الخامس بالبيضاء بداية من الساعة 4 بعد الزوال برسم الدورة (26) من بطولة النخبة، فهناك من اعتبرها بالمقابلة القفل وهناك من قال إنها مقابلة مجنونة، وآخر اعتبرها فرصة حقيقة كل فريق ودواليك من الأوصاف والتسميات في حين هي في رأينا مقابلة في كرة القدم بين فريقين كبيرين جمعتهما الأقدار على رقعة مدينة الدارالبيضاء بلونين محبوبين عند كل المغاربة (أحمر وأخضر) ومهما كثرت التأويلات حولها وحول نتيجتها فهي لن تخرج عن إطارها الرياضي نتيجة ولعبا ليبقى المطلوب فيها هو المتعة الكروية والروح الرياضية والتأكيد أن المنافسة الرياضية هي سلوك حضاري أولا وقبل كل شيء والنتيجة تنحصر في كسب نقاط لهذا الفريق أو إقتسامها، وهذا ما يجب أن تعيه جماهير الفريقين التي يعول عليها لإعطاء هذا «الديربي» صفة عرس رياضي كبير وناجح على جميع المستويات وهذا النجاح مطلوب من الجميع المساهمة فيه. ماذا يحمل الرقم 106 ؟! اللقاء الذي ننتظره جميعا يحمل الرقم 106 من المواجهات التي جمعت العملاقين منذ موسم 56/57 أي امتداد 52 سنة وبغض النظر عن سجل معطياته فمقابلة غد الأحد لها خصوصياتها لأنها تأتي في موسم كروي جد مشوق محتدم التنافس بين الرجاويين والوداديين على حصد الألقاب ففي الوقت الذي نجد الرجاء تتربع على كرسي زعامة البطولة وبفارق مريح نعلم أن الوداد من جهتها قطعت مراحل اقصائيات كأس العرب بنجاح ملفت وتأهلت للنهاية للجري وراء لقب عربي بعد أن أحست بضياع لقب البطولة الوطنية بمعنى أننا غداً نشاهد صراعا كرويا نتمنى أن يكون راقيا بين بطلين كبيرين طموحهما أكثر من مشترك لتأكيد البطولة إرضاء لجماهيره ومحبيه داخل وخارج الوطن. التعادل نتيجة مرفوضة من العبث أن يدخل المتتبع الرياضي في جدل حول النتيجة المتوقعة لمقارعة الغد، مادام أن الطموح أكثر من مشترك وفريق الرجاء يضع نصب أعينه هدفا هو أن الفوز مفتاح للظفر باللقب بنسبة كبيرة ونده الوداد هو الآخر يريد أن أن يؤكد أنه مازال في المنافسة والسرعة النهائية للإقتراب أكثر من الزعامة، وفي هذين المطمحين مؤشر أن أطوار المقابلة لامحالة ستطغى عليها الحسابات التكتيكية والمعنوية بين المدربين واللاعبين مما قد يسقط اللقاء ككل في لعب جاف لايرضي جمهور الفريقين الذي يريد الفرجة والأهداف والتلذذ بالإنتصار لهذا الطرف أو ذاك واستبعاد نتيجة التعادل التي لايريدها أن تتكرر على غرار ما حصل في الذهاب عند الدورة 11 من البطولة مدرب الرجاء «روماو» كلام هذا المدرب الذي يعرف الفريقين عن كتب وقد دربهما معا في موسمين مختلفين لايشك في مقدرة أي منهما على الفوز لأنهما كبيران ونتائجهما الحالية دالة على ذلك وهو يؤكد أن الانضباط والتحكم في أطوار اللعب هو الطريق الى الفوز، وهذا ما اشتغل عليه مع فريقه قبل هذه القمة التي قال عنها بأنها صفوة لقاءات البطولة المغربية والتي يتمنى أن ترضي الجمهور الرجاوي الذي هو قوتنا، مؤكدا في الأخير أن الرجاء ستلعب بنفس العزيمة الساابقة في لقاءاتها والدفاع عن ألوان الفريق لتأكيد أحقيتنا في لقب هذا الموسم مدرب الوداد: «الزاكي» وإن كان المدرب الزاكي يعتبر أن المقابلة عادية ككل لقاءات البطولة وأن التهييء لمواجهة صفاقس صرفه عن التفكير في «الديربي» إلا أنه قال بأن التفكير بدأ بمجرد التأهل لمقابلة النهاية في كأس العرب معتبرا عن الفارق في الترتيب العام على السبورة ليس بمقياس لترجيح الكفة، وأن لاعبيه تدربوا بالجدية المطلوبة وأن اهمية هذا اللقاء تفرض التعامل مع أطواره ومجرياته بذكاء ومعطيات مغايرة للمقابلات الأخرى من البطولة مبرزا أن الوداد تكبر في اللقاءات الكبيرة وأنه يفضل أن يلعب فريقه مثل هذه المقابلات التي تظهر إمكانات اللاعبين وحسن استيعابهم للنهج التكتيكي واستفادتهم من التهييء البدني والنفسي. الجمهور أولا وأخيرا سواء المدرب «روما و» أو نظيره بادو الزاكي هما معا يقران بأن مهمتهما لن تكتمل إلا بالمساندة الكبيرة للجمهو،ر الذي تعتبر تشجيعاته ومؤازرته الجرعة الإضافية لكل ما قام به المدربان من تهييء وما سيقوم به لاعبو الفريقين على رقعة الملعب، لذلك فدور الجمهور أساسي وحاسم والمدربان معا أقرا بأن يوقفا على أرضيته حتى يغادر المركب وهو أكثر من مقتنع بما شاهده على أرضية الملعب.