نفذت الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان أخيرا أكبر عملية حجز للمخدرات القوية، حيث تمكن عناصرها من حجز ما يقرب عن 12670 لفافة مختلطة مابين الكوكايين والهيروين، واعتقال ثلاث متهمين ضمنهم مبحوث عنه مسمى ( ي.أ ) توجد في حقه أزيد من 16 مذكرة بحث لها ارتباط بالاتجار في المخدرات القوية. وذكر مصدر أمني أنه بمجرد توصل مصلحة الشرطة القضائية بمعلومات حول المبحوث عنه الذي يتزعم شبكة لترويج المخدرات المذكورة بحي الإشارة وغابة البينيا، حتى تحركت عناصرها لرصده إلى أن دخل الكمين بحي الأخماس، حيث حاصرته فرقة خاصة، قبل أن يحاول بعض المتهمين الهاربين تخليص المبحوث عنه عن طريق استعمال أسلحة بيضاء، بيد أنهم لم ينجحو في ذلك. وقد تمكنت العناصر الأمنية من حجز كمية مهمة من المخدرات المتبقية من تجارة المتهم الذي لم يتردد في قيادة الفرقة إلى منزل بمنطقة القصبة موهما الفرقة أنه الموضع الذي يتم فيه تلفيف المخدرات وتوجد فيه العناصر التي تعمل في شبكته، غير أن تفتيش المنزل لم يسفر عن أي شيء، الأمر الذي جعل المحققين يدركون أن المسألة ليست في نهاية المطاف سوى خدعة لجأ إليها المتهم لإثارة انتباه العاملين معه وتمكينهم من الفرار، فواجهوه بذلك، ليكشف لهم فيما بعد منزلا آخر كان يستغله في نشاطه ويخبئ فيه الكميات التي يروجها ويوزعها على المروجين الصغار، وفي غضون مداهمة المنزل، ذكر المصدر ذاته أن احد رجال الشرطة لمح سيدة وهي تلقي بكيس من النافذة ليتضح أن المتهمة ( س.ص ) البالغة من العمر 21 عاما ألقت الكمية التي كانت مخبأة بالمكان بعد أن أطلت من النافذة وشاهدت أخاها مصفد اليدين وخشية وقوع الكمية المحجوزة في يد الشرطة القضائية وبالتالي تورطها وأخيها في القضية قامت برمي مايفوق 1200 لفافة كوكايين وهيروين بعدما وضعتها في الكيس المحجوز. وقد اعترفت المتهمة قائلة في المحضر أن دورها كان يقتصر على إخفاء البضاعة بمنزلها، إلا أن أخ المتهمة ( ح. ص) البالغ من العمر 25 عاما الموقوف بدوره أثناء المداهمة اتضح أنه كذلك مروج للمخدرات القوية إلى جانب المتهم الأول في هذه القضية، وأن هذا الأخير اقتنى له دراجة نارية مخصوصة لتوزيع البضاعة مقابل عمولة يومية عن كل عملية. وأفاد المصدر أن التحريات التي أجريت حول المنزل الذي حجزت به المخدرات السالفة الذكر كشفت أنه يعود لملكية شقيق المتهم، والذي يوجد بدوره رهن الاعتقال في الملف ذاته. وعلمت جريدة العلم من ذات المصدر أن المتهم الأول (ي.أ) تم تقديمه أخيرا إلى محكمة الاستئناف بتطوان بتهمة العصيان واستعمال العنف والإساءة إلى رجال الشرطة والاعتداء باستعمال أسلحة بيضاء، في حين تم تقديم باقي العناصر الأخرى إلى المحكمة الابتدائية بتطوان بتهمة الحيازة والاتجار في الكوكايين والهيروين وإعداد محل في إطار شبكة مختصة والمشاركة مع حالة العود. كما علمنا أن مذكرات بحث حررت في حق عدد من المتهمين المنتسبين للشبكة. من جانب آخر، علمت «العلم « من مصدر أمني أن الشرطة القضائية أحالت أخيرا على المحكمة الابتدائية بتطوان ثلاث متهمين بتهمة الحيازة والاتجار في الكوكايين والهيروين ومزجهما بمواد كيماوية سامة ومضرة بالصحة في إطار شبكة داخلية منظمة. وكانت الشرطة القضائية قد اعتقلت أخيرا ثلاثة إخوة، واحد منهم متزعم لشبكة، وتوجد في حقه 10 مساطر بحث، تتعلق في مجملها بالاتجار في المخدرات القوية، بينما المتهمين الآخرين يعملان إلى جانب أخيهما، وكل واحد منهما يقوم بالمهمة المسندة له من طرف المتزعم. المتهم الأول (ه.ح) البالغ من العمر 21 عاما تم اعتقاله بمنزله بحي الإشارة ، بعدما سبق له أن هرب عدة مرات من قبضة عناصر الشرطة القضائية، حيث كان يتخذ من غابة البينيا مكانا للاختباء من أعين رجال الشرطة، وقبل أن يتم القبض عليه سبق للمتهم أن هرب بتاريخ 18 غشت المنصرم من الشرطة مخلفا وراءه كمية من المخدرات قدرت ب 800 لفلفة مختلفة. وأمام المحاولات المتكررة الفاشلة وضعت فرقة خاصة تابعة للشرطة القضائية بولاية أمن تطوان كمينا للمتهم عن طريق تجاهله ومنحه الثقة اللازمة حتى يطمئن إلى إغفال الشرطة له ، وهو الأمر الذي أدى إلى اقتناصه هو وإخوته أخيرا في إحدى المناسبات وسط أهلهم. ومن خلال التحقيق مع المتهمين الآخرين تم اكتشاف شبكة داخلية يقودها المدعو (ه.ح) بمساعدة أخويه (ر.ح) «18 سنة» و (س.ح) « 16 سنة»، وهما يعملان مع أخيهما على تسيير الشبكة المتفرعة في المنطقة المعروفة بحي الإشارة بجبل درسة، حيث عمل في البداية الشاب القاصر مرشدا للزبناء مع أخيه الأكبر، قبل أن تتطور تجارة هذا الأخير، ويتحول على التوالي من مرشد إلى مروج مقابل عمولات مالية عن كل نسبة بيع، وهو نفس الدور الذي أنيط بأخيه الثاني (ر.ح) الذي أكد في تصريحه كل ما جاء في أقوال أخيه. و في أقواله، لم يعترف المتهم الأول، حسب مصدرنا، بمزوده الرئيسي بكميات المخدرات القوية، حيث أشار إلى أن تعامله كان يتم مباشرة مع سائق لسيارة أجرة كان يتكفل بمهمة إحضار الكميات المتفاوتة من المخدرات ، بعد إجراء أي مكالمة طلبية من المزود الرئيسي، وصرح أنه كان يقوم شخصيا بمهمة إعداد اللفافات بمساعدة بعض معاونيه، حيث يعمد إلى مزج مخدر الهيروين بمادة « سوكروفارين»، وهي عبارة عن مادة كيماوية تساهم في مضاعفة الوزن، وذلك مع إضافة مادة « الأمونياك» إلى مخدر الكوكايين للغرض ذاته، ثم يقدمها للزبناء المتعاطين للمخدرات القوية. ويذكر أن مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان أحالت أخيرا على العدالة متهما في الاتجار في المخدرات، بعد أن داهمت منزلا مشبوها بتخزين المخدرات بحي تجزئة البلدية في اتجاه طريق طنجة حيث تمكنت فرقة خاصة للشرطة من حجز 40 كيلوغراما من مخدر الشيرا كانت مخبأة في غرفة تحت أرضية