أشرف أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، يوم الجمعة بمدينة مراكش، على وضع الحجر الأساس لبناء مركب ثقافي وإداري تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بغلاف مالي يقدر ب` 196 مليون درهم. وقدمت لأمير المؤمنين، بالمناسبة، شروحات حول هذا المركب، الذي سيتم تشييده على مساحة إجمالية تبلغ 48 ألف مترا مربعا ، والذي يعكس تصميمه الهندسي والمعماري الثراء والمجد العلمي والديني والروحي والتاريخي لمدينة مراكش التي اشتهرت على مر العصور بمساجدها ومدارسها وعلمائها وصلحائها وكثرة أوقافها. ويعد هذا المركب أكبر المركبات التي تم إعطاء انطلاقة أشغالها لحد الآن، بحيث يتميز باحتضانه لفضاء كبير للتظاهرات الثقافية والدينية للوزارة ، يضم قاعة كبيرة للمحاضرات تسع ل` 800 شخص وقاعتين للندوات تسعان ل` 440 شخصا، كما يتضمن متحفا خاصا بحضارة الماء المغربية والذي سيشكل معلمة فريدة على كل الأصعدة، وسيبرز غنى الحضارة المغربية وعبقرية المغاربة في هذا المجال. كما يضم المركب، الذي تستغرق أشغال بنائه ثلاثين شهرا، قاعات للمطالعة وخزانة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجناحا إداريا يضم مقرات المجلس العلمي المحلي ومندوبية الشؤون الإسلامية ونظارة الأوقاف، بالإضافة إلى مواقف للسيارات وفضاءات خضراء. وتقدر التكلفة الإجمالية لبناء هذا الصرح الثقافي الجديد وتجهيزه بحوالي 196 مليون درهم، تتوزع ما بين 12 مليون درهم للدراسات و170 مليون درهم للأشغال، و14 مليون درهم للتجهيز. ويعكس هذا المشروع العناية التي يوليها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، أيده الله، للعلم والعلماء وللثقافة والتراث والفكر، كما يعكس حرص جلالته على أن تستعيد الأوقاف دورها في العناية بتوفير فرص القراءة والبحث للمختصين ولعموم الناس. كما يندرج في إطار توفير البنيات المواتية للقائمين على تدبير الشأن الديني لأداء رسالتهم على الوجه الأكمل بتوفير فضاءات مناسبة لتنظيم التظاهرات الدينية والثقافية مما ييسر تجميع الكفاءات العلمية والدينية التي تتوفر عليها المدينة والجهة واستثمارها الاستثمار الأمثل في توعية المواطنين وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية وخدمة الصالح العام. وبنفس المناسبة، اطلع أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على مشروع ترميم جامع يعقوب المنصور بقصبة مدينة مراكش، الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وفق المعايير والتقنيات المتعارف عليها دوليا. ويندرج المركب الإداري والثقافي لمدينة مراكش في إطار برنامج وطني وضعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإنجاز العديد من المركبات الإقليمية والجهوية ومن بينها مركب مدينة مكناس الذي شرع في أداء مهامه . ويأتي هذا البرنامج تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتعميم الهيئات المكلفة بتأطير الشأن الديني وتمكينها من الاطلاع بمهامها على الوجه الأكمل . ويشمل المشروع، الذي تبلغ كلفة إنجازه 16 مليون درهم، ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد، وترميم الأسقف والقباب وتدعيم أرضية وجدران المسجد، وترميم العناصر الزخرفية على الخشب والجبص، وتأهيل الشبكة الكهربائية والصوتية وغير ذلك من عناصر ومكونات المسجد. وقد شيد هذا المسجد في عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي بين سنتي 1185 م و1190 م، ويمتد على مساحة إجمالية تقدر ب` 6500 مترا مربعا، ويتكون من قاعة للصلاة تسع ل` 3000 مصل، وخمسة فناءات تسع ل` 3300 مصل، مما يجعله من أكبر المساجد بالمغرب. ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الهادف إلى صيانة وترميم المساجد التاريخية والأثرية، والمحافظة على هذا الموروث المعماري والثقافي الثمين. ومكن هذا البرنامج الممتد من 2004 إلى 2011، من ترميم 40 مسجدا أثريا ( 22 بالمائة من العدد الإجمالي للمساجد التاريخية الكبرى)، بتكلفة بلغت 247 مليون درهم. كما برمجت الوزارة برسم السنة المالية 2011 ترميم تسعة مساجد تاريخية أخرى بغلاف مالي قدره 72 مليون درهم. وبنفس المناسبة اطلع أمير المؤمنين على مشروع تهيئة ساحة مولاي اليزيد التي رصدت لها اعتمادات تناهز 65 مليون درهم . وتهم أشغال هذا المشروع بالخصوص ، تهيئة وخلق مناطق خضراء وتجهيز النافورات وتزويد الساحة بساعة كبيرة وكذا أشغال الإنارة العمومية للساحة والممرات.