(ح م) تهم هذه العملية تفويت قطعة أرضية مساحتها 270 هكتارا لفائدة صندوق الإيداع والتدبير بغلاف مالي يبلغ 2,65 مليار درهم. وفي مقابل القيمة المالية للعقار، سيتكفل الصندوق بنفقات إنجاز المستشفى العسكري لمراكش (450 مليون درهم)، وتأهيل المدارس العسكرية في بن جرير (958 مليون درهم) وكذا تمويل، بواسطة وكالة السكنى والتجهيزات العسكرية، عملية تنقيل ثكنات مجمع يوسف بن تاشفين (1,64 مليار درهم). ويشمل هذا المشروع، الذي سيمكن من إخلاء قطع مهمة من الأراضي بوسط مدينة مراكش، بالأساس، تنقيل التجهيزات الأساسية العسكرية وإعادة إسكان حوالي 3800 أسرة من قاطني دور الصفيح بمجمع يوسف بن تاشفين على وعاء عقاري مساحته 270 هكتارا في ملكية وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية. كما أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهذه المناسبة، انطلاقة أشغال بناء المستشفى العسكري الجديد لمراكش، الذي سينجز في إطار عملية التنقيل هذه باستثمارات إجمالية تبلغ 450 مليون درهم. ويضم هذا المستشفى، الذي ستستغرق الأشغال به 36 شهرا، ويجري تشييده على مساحة 12 هكتارا، 207 أسر، ومجموع المرافق والتجهيزات الطبية والاستشفائية والمصالح التقنية اللازمة. وسيتيح مشروع تنقيل المنشآت العسكرية إقامة ثلاث مناطق حضرية على مساحة إجمالية تناهز 560 هكتارا بمراكش. ويتعلق الأمر بمجمع يوسف بن تاشفين (270 هكتارا)، الذي سيجري تثمينه من طرف صندوق الإيداع والتدبير، والقطعة الأرضية الموجودة بقاعدة مدارس القوات الجوية الملكية (90 هكتارا)، التي عهد بتثمينها إلى وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية والقطعة الأرضية الموجودة بالعزوزية (200 هكتار)، التي ستجري تهيئتها بشراكة بين الصندوق والوكالة. وسيجري تمكين هذه الأقطاب الحضرية الثلاثة، التي تتطلب تعبئة استثمارات مالية بقيمة11 مليار درهم على مدى ست سنوات، من جميع التجهيزات الضرورية، وكذا بناء حوالي 27000 وحدة سكنية، منها 18000 وحدة مخصصة للسكن الاجتماعي. وبالمناسبة نفسها، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع تهيئة القطب الحضري العزوزية، الذي سيجري إنجازه في إطار هذا البرنامج باعتمادات إجمالية تصل إلى 5 ملايير درهم، منها 1,5 مليار درهم خصص لإعادة الإسكان والتهيئة. وسيمكن هذا المشروع، الذي يعكس الرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لأفراد القوات المسلحة الملكية من أجل تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، من إعادة إسكان 3800 أسرة من قاطني أحياء الصفيح. إثر ذلك، ترأس جلالة الملك مراسم التوقيع على اتفاقية لإنجاز القطب الحضري العزوزية، وقعها الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، وصلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وأحمد توفيق احجيرة، وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، وعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ومحمد امهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز عامل عمالة مراكش. كما وقعها فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة مجلس الجماعة الحضرية لمراكش، وأنس العلمي، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، وأحمد طاهور، المدير العام لوكالة المساكن والتجهيزات العسكرية. أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد باب دكالة بمراكش جلالة الملك يضع الحجر الأساس لبناء مركب ثقافي وإداري للأوقاف بكلفة 196 مليون درهم (ح م) أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة، بمسجد باب دكالة بمدينة مراكش. وأكد الخطيب، في مستهل خطبة الجمعة، أن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان مزدوج الطبيعة، ومزدوج الاستعداد والاتجاه، فهو مخلوق من طين الأرض ومن نفخة الله فيه من روحه، ولذلك فهو مزود باستعدادات متساوية للخير والشر والهدى والضلال، لكنه قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر، وقادر على اجتناب طريق الهلاك واتباع طريق النجاة. واستشهد، في هذا السياق، بقول الرسول الكريم: "ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، فأما المهلكات فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات فخشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا". وأوضح الخطيب أن أولى هذه المهلكات هو الشح، الذي يعني شدة الحرص على الشيء، والفناء في طلبه، والبخل عن إنفاقه، لأن له آثارا خطيرة على العلاقات الاجتماعية، إذ يؤدي إلى الظلم والقطيعة، وحذر القرآن الكريم منه في قوله تعالى: "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون". وثاني المهلكات، يضيف الخطيب، هو الهوى المتبع، وهي صفة لها عواقب وخيمة، وذم القرآن من اتبع هواه بغير هدى من الله، بل عد صاحب الهوى عبدا لهواه، في حين أن ثالث المهلكات هو إعجاب المرء بنفسه، وهو من أدواء النفس الخفية، التي تحتاج إلى يقظة على الدوام حتى تسلم النفس منها، لأنه من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه، إلى التكبر والغرور. أما بالنسبة للمنجيات، فقال الخطيب إن أولاها تتمثل في خشية الله في السر والعلن، لأن تقوى الله تعالى في السر أعلى درجة منها في العلن، لانتفاء مراءاة الناس ومراقبتهم واستحضار مراقبة الله في كل حين. وتكمن ثانية المنجيات في القصد في الفقر والغنى، أي عدم الإسراف، لأن ذلك من صفات عباد الرحمن، الذين أثنى الله عليهم في كتابه، على اعتبار أن المسلم ليس حرا في إنفاق أمواله، وإنما هو ملزم بالتوسط في ذلك، فالإسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع والتقتير والبخل مثله، لذلك جعل الإسلام القصد والاقتصاد جوهر التعامل الإنساني مع البيئة المحيطة. وقال الخطيب إن ثالثة المنجيات، التي تنجي العبد يوم القيامة ويسمو بها في آخرته، هي العدل في الغضب والرضا، والمراد به العدل الشامل، الذي يدعو إلى الطاعة، التي هي التربية على احترام القانون والالتزام به، سيما أن العدل يبعث على الألفة ويستوجب المودة، به تعمر البلاد، وتنمى الأموال، وتسعد الأوطان، وتنجو من الكوارث والآفات. وأوضح أن العدل الذي يأمر به الإسلام هو عدل شامل خالص من كل شائبة، ومن نزوات النفس والهوى، ومن أحوال الرضا والغضب، لذلك ينبه القرآن المؤمنين ألا يدفعهم كرههم وبغضهم لبعض الناس إلى التخلي عن العدل معهم مهما كانت أسباب هذه الكراهية وهذا الشنآن، مذكرا بأن أعظم ما يحرص المؤمنون على بلوغه من العدل هو رضا الله وتقواه. وأكد الخطيب أن من فضل الله ومنته العظمى على المغرب أن إمامته العظمى، المتمثلة في أمير المؤمنين، تعمل وتوجه وتحرص حرصا شديدا ومطردا على أن يسود في مملكته الشريفة أسلوب للتربية على العدل الشامل، حتى ينال كل ذي حق حقه، بأيسر المساطر وأنصفها لذوي الحقوق، كما أن العادل لا يرعى في عمله أو حكمه أو قوله إلا الله، لا يحابي أحدا من خلق الله، ولا يخضع إلا لأوامر الله، ولا يعمل إلا بوحي الله، فيد الله تؤيده، وجند الله تسانده، ولذلك كان للعدل فضل عظيم عند الله تعالى. وابتهل الخطيب، في الختام، إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس، الذي يعمل ليل نهار، دون سأم ولا كلل، ليسود في بلده الرخاء والهناء، وتتضافر جهود جميع أبناء الوطن المخلصين، رجالا ونساء، لتحقيق مزيد من المنجزات في شتى مجالات الحياة، حتى ترقى البلاد إلى ما يبتغيه لها من عزة ومناعة. كما تضرع إلى الله عز وجل بأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وبأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام، جلالة المغفور لهما الحسن الثاني ومحمد الخامس ويسكنهما فسيح جناته. (ح م) وفي اليوم نفسه، أشرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمدينة مراكش، على وضع الحجر الأساس لبناء مركب ثقافي وإداري تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بغلاف مالي يقدر ب 196 مليون درهم. وقدمت لأمير المؤمنين، بالمناسبة، شروحات حول هذا المركب، الذي سيشيد على مساحة إجمالية تبلغ 48 ألف متر مربع، والذي يعكس تصميمه الهندسي والمعماري الثراء والمجد العلمي والديني والروحي والتاريخي لمدينة مراكش، التي اشتهرت، على مر العصور، بمساجدها ومدارسها وعلمائها وصلحائها وكثرة أوقافها. ويعد هذا المركب أكبر المركبات، التي جرى إعطاء انطلاقة أشغالها لحد الآن، بحيث يتميز باحتضانه لفضاء كبير للتظاهرات الثقافية والدينية للوزارة، يضم قاعة كبيرة للمحاضرات تسع ل800 شخص، وقاعتين للندوات تسعان ل440 شخصا، كما يتضمن متحفا خاصا بحضارة الماء المغربية، الذي سيشكل معلمة فريدة على كل الأصعدة، وسيبرز غنى الحضارة المغربية وعبقرية المغاربة في هذا المجال. كما يضم المركب، الذي تستغرق أشغال بنائه ثلاثين شهرا، قاعات للمطالعة، وخزانة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجناحا إداريا يضم مقرات المجلس العلمي المحلي، ومندوبية الشؤون الإسلامية ونظارة الأوقاف، بالإضافة إلى مواقف للسيارات، وفضاءات خضراء. وتقدر التكلفة الإجمالية لبناء هذا الصرح الثقافي الجديد وتجهيزه بحوالي 196 مليون درهم، تتوزع ما بين 12 مليون درهم للدراسات، و170 مليون درهم للأشغال، و14 مليون درهم للتجهيز. ويعكس هذا المشروع العناية، التي يوليها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، للعلم والعلماء، وللثقافة والتراث والفكر، كما يعكس حرص جلالته على أن تستعيد الأوقاف دورها في العناية بتوفير فرص القراءة والبحث للمختصين ولعموم الناس. كما يندرج في إطار توفير البنيات المواتية للقائمين على تدبير الشأن الديني لأداء رسالتهم على الوجه الأكمل، بتوفير فضاءات مناسبة لتنظيم التظاهرات الدينية والثقافية، ما ييسر تجميع الكفاءات العلمية والدينية، التي تتوفر عليها المدينة والجهة، واستثمارها الاستثمار الأمثل في توعية المواطنين وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية وخدمة الصالح العام. وبالمناسبة نفسها، اطلع أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مشروع ترميم جامع يعقوب المنصور بقصبة مدينة مراكش، الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفق المعايير والتقنيات المتعارف عليها دوليا. ويندرج المركب الإداري والثقافي لمدينة مراكش في إطار برنامج وطني وضعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإنجاز العديد من المركبات الإقليمية والجهوية، من بينها مركب مدينة مكناس، الذي شرع في أداء مهامه. ويأتي هذا البرنامج تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتعميم الهيئات المكلفة بتأطير الشأن الديني وتمكينها من الاضطلاع بمهامها على الوجه الأكمل . ويشمل المشروع، الذي تبلغ كلفة إنجازه 16 مليون درهم، ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد، وترميم الأسقف والقباب وتدعيم أرضية وجدران المسجد، وترميم العناصر الزخرفية على الخشب والجبص، وتأهيل الشبكة الكهربائية والصوتية، وغير ذلك من عناصر ومكونات المسجد. وشيد هذا المسجد في عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي بين سنتي 1185 م و1190 م، ويمتد على مساحة إجمالية تقدر ب6500 متر مربع، ويتكون من قاعة للصلاة تسع ل3000 مصل، وخمسة فناءات تسع ل3300 مصل، ما يجعله من أكبر المساجد بالمغرب. ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الهادف إلى صيانة وترميم المساجد التاريخية والأثرية، والمحافظة على هذا الموروث المعماري والثقافي الثمين. ومكن هذا البرنامج الممتد من 2004 إلى 2011، من ترميم 40 مسجدا أثريا (22 في المائة من العدد الإجمالي للمساجد التاريخية الكبرى)، بتكلفة بلغت 247 مليون درهم. كما برمجت الوزارة، برسم السنة المالية2011، ترميم تسعة مساجد تاريخية أخرى بغلاف مالي قدره 72 مليون درهم. وبالمناسبة نفسها، اطلع أمير المؤمنين على مشروع تهيئة ساحة مولاي اليزيد، التي رصدت لها اعتمادات تناهز 65 مليون درهم، وتهم أشغال هذا المشروع، بالخصوص، تهيئة وخلق مناطق خضراء، وتجهيز النافورات، وتزويد الساحة بساعة كبيرة، وكذا أشغال الإنارة العمومية للساحة والممرات.