تأكد أن الذين كانوا قد اعترضوا بنيات حسنة على تفويت جوانب طوارات مراكش وتحويلها إلى حيزات زرقاء أخذت من شوارع حيوية لا تهدأ حركة المرور بها أكثر من ثلثها، مثلما هو الحال بشارع محمد الخامس لتستغل كمواقف للسيارات لفائدة شركة مهد لها الطريق وأزيحت من طريقها كل العوائق لتدبير تلك المواقف، وأولئك الذين ظلوا يطالبون بتنظيم تلك المرابض والتحكم في دواليب تسييرها بما يخدم مصلحتهم ومصلحة زائري مدينتهم ومصلحة صندوق الجماعة، تأكد أن اعتراضاتهم لم تكن من قبيل ما وصف حينذاك بالتحامل والوقوف ضد تنمية موارد صندوق الجماعة. وهكذا فإنهم لم يفاجاوا بما يحصل بعد عملية التفويت تلك التي قضت بتحول أغلب جوانب طرقات مراكش لمواقف تتحكم فيها عدادات شركة تعتمد نظام الأداء على رأس الساعة ، وتبيح لنفسها الاقتصاص ممن تأخر عن ذلك باحتجاز سيارته رغم أن قضايا رفعت بمدن سبق ان جربت نظام المواقف بالعداد وكان الحكم فيها يقضي بعدم جواز ذلك الحجز المتجلي في يقيد السيارات بما يعرف ب:الصابو وبطلانه . ولم تسلم من ذلك حتى الطرقات التي بها مساكن يضطر سكانها و زوارهم إلى إيقاف سياراتهم أمام مساكنهم . و لم يعد حراس المواقف الزرقاء يكتفون بالتربص بالسيارات التي كثيرا ما يجهل أصحابها من زورا مراكش الذين اعتادوا على إيقاف سياراتهم وإيداعها بموقف يقوم عليها حراس آدميون،و يجهلون أن تلك المواقف صارت بأيدي شركة لا يتحرج عمالها في تكبيل السيارات التي لا تظهر من خلال زجاجاتها الأمامية بطاقة الأداء ، بل صار بعض الحراس لا يتوانون عن استعمال العنف ضد من يحتج على سلوكهم وحجز سيارته، ومن ذلك تعرض زائر من الرباط لعملية اعتداء تسببت له في حدوث جرح غائر جراء تلقيه من طرف عامل لدى الشركة المدبرة للمواقف الزرقاء ضربه بحديد على رأسه.وهكذا كان لا بد أن تتميز ظاهرة تدبير تلك المواقف عن مثيلاتها بمدن أخرى بسن تعنيف من يحتجون على تعرض سيارتهم للحجز من طرف شركة لا يسمح لها القانون بالقيام بذلك. لقد كان مأمولا من طرف ساكنة مراكش إغلاق الباب على من امتهنوا الاستشارة الجماعية للإبقاء على احتكارههم لمواقف مراكش وكرائها من وراء الجماعة بمبالغ خيالية جعلت مكتريها يتفننون في فرض تعريفات مزاجية لا تقل عن عشرة دراهم في النهار وتصل بمواقف لا زالت قائمة حتى الآن و كانت معروفة لدى مدبري الشأن المحلي السالفين ومن خلفوهم الآن إلى خمسين درهما بالليل ،كان مأمولا أن تنزع تلك «البزولة» من أولئك المحتكرين على أن تساهم الجماعة على غرار جماعات بمدن مغربية في تمكين طلبة معطلين من كسر جدار العطالة وذلك بمنحهم امتياز تدبير تلك المواقف فتستفيد الجماعة وتفيد ، غير أن هذا الشعور بألم تلك الجيوش المعطلة مغيب لديها وهو ما لم يجعلها تبدي أي تردد في مباركة تفويت رقاب الناس وجيوبهم لعدادات لا تتوقف عن ابتلاع الدراهم لمدة ست عشرة ساعة في اليوم .على غرار تفويت مجالات النقل الحضري بمدينتهم بصفة حصرية لمدة عشرين سنة بشروط مريحة للشركة المدبرة ومسيئة للمراكشيين.