بهدف دراسة خلفيات النخب المغاربية والتحولات التي عرفتها مجتمعاتها والمسارات التي تشكلت فيها النخب الحديثة إلى جانب مآلات النخب التقليدية ورصد عملية التحول في كل قطر مغاربي و تحديد أشكال التداخل بين البنيات و الهياكل التقليدية و الحديثة و أنماط التأثير و التأثر فيما بينهما و إلى عناصر القوة و نوع التأثير الذي تمارسه كل نخبة و طبيعة العلاقة التي تربطها مع مركز القرار السياسي ، نظم مركز الدراسات و الأبحاث الإنسانية – مدى - التابعة لكلية الآداب و العلوم الانسانية بنمسيك، ندوة علمية حول موضوع النخبة المغاربية، شارك فيها خبراء من المغرب والجزائر وموريتانيا و تونس. تميزت الجلسة الأولى للندوة بمداخلات كل من مدير مركز مدى حول ظروف انعقاد المنتدى المغاربي و المفكر المغربي حسن أوريد حول موضوع المجتمعات المغاربية اليوم و احمد غزالي الوزير الأول السابق الجزائري حول موضوع النخب و التحولات الاجتماعية اليوم و أحمد ونيس من تونس حول واقع و آفاق المغرب العربي. على مدى ثلاثة أيام انكب المشاركون على دراسة موضوع النخبة المغاربية وإشكالية وحدة المغرب العربي من خلال النخبة مقاربة في المفهوم؛ النخبة بين المفهوم الغربي والحالة المغاربية ؛ التكامل الاقتصادي و الاجتماعية لدول المغرب العربي؛ أعيان مدينةتونس من كماشة التدحرج الاقتصادي و الاجتماعي إلى بدايات الاحتجاج السياسي؛ مصادر تجنيد النخبة السياسية في ليبيا منذ عام 1969؛ نخبة الاستقلال الإرث الصعب؛ نخبة الاستقلال المغربية و مسألة توحيد المغرب العربي؛ النخبة في تونس المتاهة و قلق الإصلاح؛ النخبة المغاربية في القرن 19؛ النخبة وسؤال الإصلاح في مغرب القرن التاسع عشر؛ النخبة الاقتصادية اليهودية في القرن التاسع عشر؛ النخبة الموريتانية مسار التشكل و طبيعة التأثير؛ المثقف المغربي بين الوعي السياسي و إشكالية الانتماء الحزبي؛ هل نحن في زمان نهاية المثقف؟؛ النخب في المغرب بين إخفاقات البروز وآليات البناء؛ أدوار المهام وأثار النخب الثقافية؛ النخبة المغاربية أمام امتحان التحولات السياسية حالة الجزائر؛ النخب المحلية و تجذير الوجاهة الاجتماعية:الأعيان نموذج؛ استبعاد النخب الثقافية المغاربية عن صناعة القرار على البناء المغاربي؛ النخبة السياسية في المغرب العربي و تفعيل آليات الديمقراطية؛ أثر الفعل السياسي في مسار نشأة النخب الاقتصادية بتونس و تطورها؛ أي دور للنخب التقليدية في الاندماج المغاربي والتحول الديمقراطي؟؛النخب والتحولات الاجتماعية في المغرب، من التحول الديمقراطي إلى تحول النخبة. وحسب ورقة تقديمية للمنتدى حول النخب المغاربية الخلفيات، المسارات والتأثير،البنية الاجتماعية والسياسية كانت قبل المرحلة الاستعمارية متماثلة في بلاد المغرب العربي، وبالرغم من بعض الاختلافات البسيطة الناجمة عن خضوع الجزائروتونس وليبيا للاحتلال العثماني لفترة غير قصيرة ، على خلاف ما كان عليه الحال في المغرب، فقد تميزت هذه البلاد بوجود ثلاثة تشكيلات أساسية، التشكيلات القبلية الزراعية والرعوية، والتشكيلات المدنية ، المكونة من الحرفيين و صغار التجار إلى جانب البيروقراطية (الإدارة و الجيش ) وفئة الفقهاء الذين كانوا يتمتعون بقدرة واسعة على التأثير في مختلف الأوساط والشرائح الاجتماعية. أما ما بعد الاستقلال فالمغرب الكبير فهو مزيج بين المكونات التقليدية المشار إليها و العناصر المستجدة، وإذا تحرينا تشكيلة الحركة الوطنية / في هذه البلدان، يمكن أن نلاحظ تواجد كل من هاتين الفئتين، مع تزايد متصارع للنخب الحديثة. وخلص المنتدى إلى أن ما يلفت الانتباه في حالة المغرب العربي هو تحول قوالب إنتاج النخب التقليدية من المسجد، والزاوية، والقبلية والنسب..إلى مخرجات المدرسة العصرية والى الحزب والإدارة والمؤسسة العسكرية. وأنها سارت من التجانس السابق إلى الاختلاف من قطر إلى آخر في مرحلة ما بعد الاستقلال.