أكد مشاركون في ندوة علمية حول "النخب المغاربية: الخلفيات، المسارات والتأثير"، المنظمة ما بين 16 و18 فبراير الجاري، أن بناء اتحاد المغرب العربي رهين باحترام سيادة كل دولة، وخصوصية بعض المناطق، وقراءة قضايا المنطقة برؤية فاحصة وهادئة. وأوضحوا خلال افتتاح أشغال هذه الندوة مساء أمس الأربعاء بالدار البيضاء، والتي نشطها ثلة من الأساتذة الباحثين والمختصين في شؤون المنطقة والمسؤولين السابقين، أن بلدان المغرب العربي، عرفت مجموعة من المحاولات الرامية إلى خلق اتحاد بين البلدان الخمسة، إلا أنها لم تكلل بالنجاح. وعزوا خلال هذه التظاهرة، التي ينظمها مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية، أسباب إخفاق بناء هذا الحلم المغاربي، الذي راود شعوب المنطقة منذ فترة التحرير، إلى عدة عوامل منها قضية الصحراء المغربية، و"غياب الثقة بين الفاعلين السياسيين"، ومخلفات الحرب البادرة على المنطقة. وفي هذا الصدد استعرض السيد حسن أوريد باحث وأستاذ جامعي في مداخلته المعنونة ب"المجتمعات المغاربية اليوم"، أهم الأسباب التي حالت دون تحقيق حلم الاتحاد المغرب العربي الذي كان حاضرا في وجدان شعوب البلدان المغاربية منذ حرب التحرير، منها على الخصوص قضية الصحراء المغربية، والحرب الباردة، وتداعيات أزمة حرب الخليج، وأزمة "لوكيربي"، والأزمة الداخلية التي شهدتها الجزائر. وأوضح أنه لضمان إنجاح مشروع اتحاد المغرب العربي يجب إعادة التفكير في عدد من الأمور المتعلقة أساسا بتسمية المنطقة، واحترام سيادة كل دولة، والأخذ بعين الاعتبار خصوصية بعض المناطق، وقراءة بعض القضايا الشائكة برؤية فاحصة وهادئة منها قضية الصحراء المغربية، والحركات الإسلامية والأمازيغية، مشيرا إلى أن بناء جسور الثقة بين هذه البلدان وخلق مجتمع مدني من شأنهما المساهمة في خلق جو ملائم لبناء هذا الحلم المغاربي. ومن جهته قال السيد أحمد غزالي رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، في مداخلته تحت عنوان "النخب والتحولات الاجتماعية الراهنة"،أن بناء الحلم المغاربي يتأتى عبر بناء علاقات بين المؤسسات المغاربية وتكريس دولة الحق والقانون، وكذا من خلال مساهمة كافة شعوب المنطقة المغاربية وعلى رأسهم النخب في صنع القرار السياسي. وف يما يخص ما يقع من احتجاجات في المنطقة المغاربية، عبر السيد غزالي، عن تفاؤله بشأن ما يقع، موضحا أنه يؤمن بالتغيير الواعد المنظم المبني على خطة استراتيجية. ومن جانبه أوضح السيد أحمد ونيس وزير الشؤون الخارجية السابق في الحكومة التونسية المؤقتة، في مداخلته حول "المغرب العربي: واقع وآفاق"، أن بناء الصرح المغاربي يجب أن ينصب حول المصالح المشتركة خاصة المرتبطة بالمجال الاقتصادي من خلال إحداث مصارف ورؤوس أموال ومقاولات مشتركة. واستعرض السيد ونيس التجربة التونسية في عدد من المجالات خاصة المرتبطة بالتحولات الأخيرة التي عرفتها تونس. وتسعى هذه الندوة إلى سبر أغوار خلفيات النخب المغاربية والتحولات التي عرفتها هذه المجتمعات والمسارات وكذا رصد عملية التحول في كل قطر من الأقطار الخمس وتحديد أشكال التدخل. وتتناول هذه التظاهرة العلمية، المنظمة بشراكة مع مجلس المدينة، عددا من المواضيع منها على الخصوص "النخب مقاربة في المفهوم" و"التكامل الاقتصادي والاجتماعي لدول المغرب العربي" و"النخب المغاربية في القرن 19" و"المثقف المغربي بين الوعي السياسي والانتماء الحزبي".