يعتبر الشعر الامازيغي أكثر الفنون الأدبية انتشارا وتداولا داخل المجتمع الامازيغي منذ عهود ساحقة الى الآن غير أن المكتوب منه عرف تغييرا في أشكاله ومضامينه في الآونة الاخيرة ، إذ ثارعلى الأسس التي استقر عليها طويلا وتخلى عن كل الشروط الشكلية فبعثر الاوزان« تالالايت» والقوافي، وظهرت عدة إصدارات شعرية حديثة تتسم بالالتزام والجدية في تناول قضايا وهموم المواطنين . ومن اعماق سوس بمنطقة ماسة ذات التاريخ العريق، حيث يلتقي النهر بالبحر تحت أشعة الشمس الدافئة ، كانت ولادة الكاتب العربي موموش وبها نشأ وكبر وانطلق حاملا ريشته معتزا بهويته الامازيغية ،وليس غريبا على هذا الكاتب الذي قرأ كل أصناف الآداب العالمية وترجم منها إلى الأمازيغية كتابه الأول«امنوكال مزين / الأمير الصغير» والثاني «تيكّودضيوين نباريز/ ماسي باريس»والثالث«انكاض دوالاسن ياضنين» أن يفاجئنا بصنف آخر من الإبداع الأدبي ألا وهو الشعرالذي كسر به المألوف فأبدع فيه قصائد رائعة جمعها في ديوان سماه «تيرزي / الإنكسار» والمنشور ضمن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط سنة 2010 . ويضم خمسا وثلاثين قصيدة وزعت على مائة وعشرين صفحة كتبت بالحرفين الامازيغي واللاتيني وقسم الديوان الى بابين الاول سماه بالكتاب الاول والثاني ب الكتاب الثاني ويضم الباب الاول عشرين قصيدة وهي: مرا ءوفيغ / لو استطعت، تايري يرزان / العشق المنكسر، تيرزي / الانكسار، امزال ن وكتاي ، اغوري ن ترغي ، نمان، انزا يرغان، فاد / العطش، اماكوف ، تاركّيكّيت، تالاليت / الولادة ، تارجونت، امودو/ السفر، تايتي ، يمدلا /السحاب، توفرايت ، تافوكّلا / الحفل ، امدياز د ءوفنانس ، ويضم الباب الثاني خمس عشرة قصيدة وهي : كّار، تيرزي، تامارا / الشقاء ، تيدراغلت، ايلي، زوزدغ تين يموغان ، تامورت ينو ورتكّي تامورت، ينكّمارن / الصيادون، كّيغ اداكّ يقورن / صرت شجرة يابسة ، ابريد / المسار، تايمالالت، اسمامي نيدرارن / شكوى الجبال، ءوسيغ اكّوا/ حملت الحمل، امداكل ينو/ صديقي، وسيغ تاوغيت اوي. هذه القصائد الشعرية امتزجت فيها روح الشاعر الصادقة بالكلمات العذبة فأعطت للمعاني البقاء ، فاتبع إيقاع روحه فانسابت الأفكار مع الأحاسيس فصارت كلمات ومقاطع شعرية تزرع الروح في الأشياء بل أصبحت قصائد ذات حركية وتأثير في النفوس ، وبذلك تكون لهذا الشاعر رؤيته الخاصة للأشياء وفلسفته للواقع الذي يتفاعل معه، وبالشعر استطاع التواصل مع العالم مدافعا عن كل القيم الانسانية النبيلة . خاصة وأن الشاعر موموش درس الأدب الفرنسي ، وتأثركثيرا بفطاحل شعرائه واغترف من حدائق شعرهم البسيطة والممتعة فجادت مخيلته بقصائد شعرية عذبة وبكلمات تثور في اساليب رصها و نسجها فتحيي روح القصيدة وبصورشعرية تتسم بالبساطة الممتنعة ، وبلغة شعرية خاصة تؤثر في النفوس بشكل خلاب وابدي ، لأن الشعرعنده اكثر من وزن وقافية فهوحركية القصيدة وطريقة تكونها وعلاقة اجزائها ببعضها والأصوات الداخلة فيها وطبيعة صورها وأبعادها وتراكيبها . وقد اخترنا لكم من مجموعته الشعرية هذه القصيدة والمعنونة ب«تافوكّلا» : تيوريت د يموند وطارد واس تامز ترشجت يجديكن رزمن يفاسن يتزوا ارتمحلالن يفراون سكرن احواش د...