إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ارتأى تنظيم الندوة حول مدونة الأسرة تخليدا لمناسبة 10 أكتوبر الذي يصادف اليوم الوطني للمرأة المغربية وهو تخليد في نفس الوقت لذكرى الخطاب الملكي التاريخي الذي أعلن فيه عن مضمون مدونة الأسرة ويعد هذا اليوم مكسبا إضافيا لما حققته المرأة على مستوى المجال الحقوقي. إن هذا اليوم فرصة لتقييم منجزات المرأة على جميع المستويات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وبالرغم من أن هناك العديد من المكتسبات، فهناك العديد من الأمور التي لابد من الاشتغال عليها أكثر لأن العديد من القضايا لم تفعل بعد من طرف القضاء وبالتالي المرأة محتاجة إلى قضاء جريء، يرتكز على تفكير حقوقي متميز لكي يتماشى مع فلسفة مدونة الأسرة ، ولإعطاء دفعة قوية لمقتضيات هذه المدونة لكي تستفيد المرأة منها أكثر. إن ترجمة مدونة الأسرة إلى الأمازيغية بادرة طيبة من المفروض أن تنشر على صعيد وزارة العدل والجهات المعنية ولا يجب أن تقتصر على المعهد أو بعض الجمعيات المدنية لأن الأمازيغية اليوم أعطي لها بعد جديد، وأصبحت السياسة الوطنية تحترم التعدد الثقافي والتنوع اللغوي وبالتالي فلابد من العمل على ترجمة الكتب التي تهم المرأة على المستوى القانوني والحقوقي لتكون الاستفادة عامة لجميع المواطنين. أما مايتعلق بعلاقة الأمازيغية والعدالة بالمغرب فإن هناك أشكالا لابد من مقاربة هذا الموضوع بجدية، فما دامت الأمازيغية خارج المحاكم، فإن المغرب لايزال بعيدا عن تحقيق ما يسمى بالمحاكمة العادلة، فالمتهم أو المتقاضي على سبيل المثال يجب التعامل معه باللغة التي يفهم، وإن كان العكس، فإن هذا يشكل خرقا . للمحاكمة العادلة، وبالتالي فلابد من إدماج الأمازيغية في المحاكم، سواء في معهد القضاء لتكوين قضاة أو داخل مكاتب الإجراءات عبر توفير مترجمين للتواصل مع الذين لا يتقنون سوى الأمازيغية.