تضاربت الآراء، بعد فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حول المكان الذي سيأويه. فمن قائل أنه فرنسا، ومن قائل أنه مالطا، وقال البعض ربما تكون دُبي الإماراتية، ليتضح فيما بعد أن بن علي حط الرحال بمدينة جدة، بعد ساعات طوال من التيه في الأجواء العليا، وكان برفقته ستة أعضاء من أسرته. وقضى ليلته الأولى في قصر أميري، قبل أن يتم نقله إلى قصر يخصص كإقامة رسمية لضيوف السعودية. وإزاء الكرم السعودي، فإن الرئيس المخلوع يعتبر من الآن فصاعداً لاجئا سياسيا، وليس رئيس دولة... وقد أعلنت الرياض أنها لن تسمح له بإعطاء تصريحات سياسية أو ممارسة أي نشاط سياسي، ولا إجراء اتصالات مع تونس. ويرى المراقبون أنه بالرغم من هذه الضيافة السعودية، فمن غير المحتمل أن تكون إقامته طويلة في المملكة. وفي هذا الصدد، وحسب مصادر إعلامية، فإن أسرة بن علي سُرعان ما ستغادر جدة للالتحاق بليبيا حيث أوضح العقيد القذافي أنه مستعد لاستقباله وتوفير الإقامة له.