بدأ المواطنون الجنوبيون في جنوب وشمال السودان، الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير الجنوب، وسط إجراءات أمنية مشددة. كما بدأ الآلاف من المنتمين ل «الجيش الشعبي»، الإدلاء بأصواتهم في مركز مخصص لهم في جوبا، ومن المقرر أن يصوت في هذا المركز نحو مليون عسكري يدلون بأصواتهم جميعا في هذا المركز . ونقلت مصادر إعلامية من أحد مراكز التصويت بالعاصمة السودانية، الخرطوم ، أن عمليات التصويت تمت وسط إقبال ضعيف في الساعات الأولى من الصباح ، ومن المقرر أن يدلي حوالي 116 ألف جنوبي بأصواتهم في حوالي سبعين مركزا انتخابيا. وقبل ساعات قليلة من انطلاق التصويت في الاستفتاء، شهدت مدينة جوبا ، جنوب السودان، حراكاً غير مسبوق على المستويات السياسية والأمنية. من ناحية أخرى، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن إجراء استفتاء هادئ ومنظم يمكن أن يضع السودان من جديد على طريق نحو إقامة علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة، وإن إجراء استفتاء تسوده الفوضى سيؤدي إلى مزيد من العزلة. وأضاف في مقال افتتاحي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أن العالم سيتابع الحكومة السودانية في هذا الاستفتاء التاريخي، وأن المجتمع الدولي مصمم على أن يكون التصويت منظما دون عنف. وطالب بإجراء الاستفتاء دون ترهيب، وعلى كل الأطراف الامتناع عن الاستفزاز ، وعدم ممارسة أي ضغوط على مسؤولي الاستفتاء، والعمل على منع وقوع أعمال عنف. وكانت المفوضية القومية للاستفتاء أعلنت أن عملية الاقتراع لتقرير مصير جنوب السودان، ستستمر من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وفق التوقيت المحلي في نحو ثلاثمائة مركز بجميع ولايات السودان وخارجه، طيلة أيام الاستفتاء ، من التاسع وحتى الخامس عشر من يناي الجاري. وأكد رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان، محمد إبراهيم خليل، في مؤتمر صحفي , أن عدد المسجلين، الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم ، بلغ 3930916 مواطنا ومواطنة ، بواقع 3753815 في الجنوب، و116860 في الشمال، بينما بلغ عدد المسجلين في مراكز الخارج 60241 مواطنا ومواطنة. وحدد إبراهيم قبول نتيجة الاستفتاء بتجاوز نسبة 60% من عدد المقترعين، مشيرا إلى أن المفوضية مسؤولة عن إجراءات ونزاهة وشفافية الاستفتاء. وأكد رئيس المفوضية إعلان نتيجة الاستفتاء بعد شهر من نهاية التصويت، معتبرا أن عمل مفوضية الاستفتاء سيستمر حتى نهاية الفترة الانتقالية لاستكمال الإجراءات الإدارية. في نفس السياق، قالت الشرطة إنها نشرت نحو 17500 فرد من عناصرها لتأمين عملية الاستفتاء. ويجري الاستفتاء بموجب اتفاق السلام المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب، مع آمال وتطلعات بأن تتم العملية بكاملها حتى إعلان النتيجة في جو آمن ونزيه وحر يفضى لسلام مستدام سواء ظل السودان واحدا أو انفصل لدولتين.