أيها الشبح الفرد في ملتقى السبلِ لا عليك إذا لم تحاور سوى خاطرِكْ لا عليك إذا لم يجبك سوى ظلك الصامتْ ، مثْل أمسكَ، لا تنتظرْ مؤنسا أو رفيقا غدا حين ينتشر النقع فوق الطريقِ و يبحث عن مستقر له في العيون. لن تراك الطريقُ ويغرب وهْمُ السرابِ وتبدو المتاهة تائهةً والسهول التي قد تجاوزتَها ذات سَرْنمةٍ دونَها الآن حلْم مُعاد. قد يعود السرابُ إذا انقشع النقعُ يوماً ويبدو قريباً ولكنه يتباعد قدْر توالى خطاكَ إلى ما حسبتَه نقطة ضوءٍ تشير إلى منْفَذ في ختام النفقْ. وسيمنحك الضوءُ فسحةَ خيط رفيعٍ يقود إلى ضفةٍ طالما تنبأتَ بها لتحط حِمالَك في دَعَةٍ مثل طير تخلص من عبء تحليقه في الفراغ. ربما لن ترى فسحة الضوءِ حتى تخورَ جناحاكَ ثم تحطَّ على كومة من خرابْ وتحسَّ بثقل الهواءِ الذي يتفسخ فوق المدنْ. مثل آخَرَكَ المتوحدِ في نفقٍ عكْس خطِّ مَسيركْ، تشتهي أن تصادف حلمكَ في كل منعطف وتصافح آخَركَ الخصمَ والمُبتغَى وتُبددَ صمتَك عبر امتداد الطريقِ الذي ما يزال عليك تحمّل نقعَ عواصفهِ وسرابَ هجيره. أنا مثلك أبحث عن حفرة ٍ لأُراوغ َ ذاكرتي وأذاري عماي فإذا أنت صادفتني لن أعيركَ أُنساً ولكننا قد نشيِّد من صمتنا مدنا وقرى في خفاءٍ وفي غفلة عن كلامٍ تحجَّر في كتلة من جليد. أثرُ الصمتِ باقٍ ولا تعرف الريح كيف تبددهُ، لن يضيعَ هباءً ، فما أضيق الكلماتِ وما أوسع الصمتَ في عين من يتلمس نَحْتَ كتابته ومهارة إزميلهِ وهو يحفر في لوحةٍ عَرْضُها عرضَ ما بين أعلى سماءٍ وأسفلِ ماءْ. يوليوز 2010