لذيذ سفري إليك رغم أنّ الوصول بات مُحالا كلّما أغراني طريق بك سرتُ فيه أملا بلقياكِ مغمضةَ العينين أسافرُ أستمدُّ نوري من قلبيَ الظامئ إليك و عندما أتعبُ من عمق المسافات من مُنعطفاتها و منزلقاتها أسلمُ نفسي لطريق آخرَ قد تتراء ينَ فيه هكذا انفلتَ العمر و أنا حالمة بأوانك لأنّكِ وطني الأم .... لغتي الأصل .... تلعثمي الأوّل من غيابك تشرّبتُ حلميَ الضّال فأطعمته من جوعي سقيته بماء القلب تفرّغتُ له بكامل قوايَ لم أكشفه للضوء كي لا يُسقطه مثلما أسقطكِ ذات وهم و التهمكِ بسرعة البرق كيلا تفوح ثمارك لولا وأدك ما انبعثتُ لولا عطشك ما ارتويْتُ لولا حزنك ما عرفتُ معنى الفرح لولا حِجابك ما انكشفتُ من فقدانك كانت نقطة الانطلاق نحو متاهة الذات فكيفَ أعودَُ دونكِ ؟ أيتها الشهيدة و الشاهدة على انفلاتي الغائبة عنّي الحاضرة فيَّ حدَّ الانصهار أحمل أعطابك كنزا.... كنزا و أسائل إشراقي : هل كان بالإمكان غير الذي كان ؟ لا أسمع و لا أرى غير إشارات تُغري بالعثور عليك لكنها تأبى أن توصلني إلى مبتغايَ ربما إذا وصلتُكِ سنندثر من لذّة الوصال سنذوب كالشمع أوج اشتعاله و أنا لا أريدكِ أن تنتهي .......أريدك خالدة في رؤاي بخسائرك ظفرتُ فطارت قدمايَ عكس قدميك في كل واد أهيم مثلي كمثل الشعراء والمجانين أقول ما لا أستطيع فعلَهُ و أفعل ما لا أستسيغه أُهذي بأشواقي و لا أحد يفهم ألغازي أرض الله واسعة لكني أقسمتُ ألاّ أسكن سوى ربوعك و ألاّ أحمل سوى اسمك الثلاثيّ و ألاّ أصغيَ لسواك لأنّك صوت الحقيقة المُجهض و فجر الأنوثة المَحجوب .