جمال المرأة ليس شرطاً لجذب احترام وإعجاب الآخرين ، كما أن أضواء الشهرة في أوروبا وأمريكا لا تقتصر على الفنانات والراقصات ، ولكن هناك العديد من النماذج النسائية جذبت الانتباه ، منها من تدافع قضية أو مبدأ، أو الإتيان بعمل خارق أي نساء يملكن الشجاعة الشخصية والأخلاقية. وصنفت مجلة فوربس خلال استطلاعها الذي يضم أكثر النساء تأثيراً وشجاعة السيدة الأميركية الأولى، ميشيل أوباما، في المرتبة الأولى بين النساء الأكثر سلطة في العالم، لكن ميشيل صاحبة السلطة المستمدة من موقع زوجها، لم تبرز بدور سياسي بمقدار ما لمعت في مواقفها الاجتماعية ووقوفها الصلب إلى جانب قضايا الحق والعدالة. وهي تبقى سيدة ذات حضور هادىء الذي يودع آخر أيامه، بإطلالاتهن المميزة، بعضهن يتشاركن مع زوجة أوباما بالهدوء والدور البعيد عن البهرجة، وأخريات تقدمن الصفوف بنضالاتهن، وما أثرن من ضجة بالقضايا التي يحملنها ويدافعن عنها، ومعهن أول إمرأة اقتحمت عالم الرجال في هوليوود، فائزة بأوسكار "أفضل مخرج" لسنة 2010. في مقدمة السيدات صاحبات القضايا، تبرز أونغ سان سو كيي، ابنة بطل الاستقلال البورمي، التي ضاق بها ديكتاتوريو بلدها، ولم يسمحوا بخروجها من الإقامة الجبرية داخل منزلها التي استمرت سبع سنوات، إلا بعد أن أمنوا تقليص تأثيرها في الانتخابات الأخيرة في بورما (ميانمار). بيتانكور وانتخابات الرئاسة كذلك الحال مع إنجريد بيتانكور، ابنة العائلة الكولومبية العريقة، حاملة الجنسية الفرنسية، التي حكت في كتابها »حتى الصمت له نهاية« قصة أسرها في بلدها كولومبيا لثماني سنوات، بعد أن اختُطفت، وهي مرشحة عن حزب الخضر للانتخابات الرئاسية، في 23 فبراير 2002 حين كانت تخوض حملتها الانتخابية، بدون حراسة، في منطقة معروفة بخطورتها ومجاورة للمنطقة التي ينتشر فيها أعضاء من القوات الثورية الكولومبية (فارك). فاليز وعصابات الجريمة وبحسب جريدة "القبس" فإن ماريسول فاليز مناضلة من نوع مختلف، تلك هي المكسيكية الشابة ماريسول فاليز، ذات ال23 ربيعا، التي وضعت دمها على كفها عندما قبلت وظيفة "رئيس البوليس" في براكسيدس جي غيرريرو، المسكونة بأعمال العنف المرتبطة بعصابات الجريمة. شجاعة رونسوللي المرأة الشجاعة، ذلك هو الوصف الذي تستحقه النائبة في البرلمان الأوروبي، الإيطالية ليتشيا رونسوللي، التي انتزعت لبنات جنسها في القارة العجوز الحق في تمديد إجازة الأمومة إلى عشرين أسبوعا، وكانت رونسوللي توجت تحركها في هذا السبيل بحضورها، وعلى يدها ابنها المولود حديثا، جلسة البرلمان الأوروبي يوم 23 سبتمبر الماضي. قدرات روسيف تبقى السياسة ميدان تحد كبير لشجاعة المرأة وقدراتها، وقد ملكت ديلما روسيف الكثير من هاتين الصفتين عندما خاضت معركة الرئاسة في البرازيل، وفازت ب%58 من أصوات الناخبين، لتكون أول رئيسة جمهورية في تاريخ بلادها وتخلف رئيسا له بصمته في البرازيل هو لولا دي سيلفا. خطط بالين وفي مكان آخر، ومن منطلقات مغايرة لأهداف روسيف التقدمية، تحولت السياسية اليمينية سارة بالين الفاشلة كمرشحة نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة الأميركية، إلى ملهمة حزب الشاي الذي لعب دورا مؤثرا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأعادت الجمهوريين إلى موقع الأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين. وقد باتت بالين اليوم في مقدمة الذين يحسب لهم الحساب في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2012. كاميرون بقلوب الانجليز في السياسة أيضا، لكن في ظل زوجها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، احتلت سامنتا الموقع الأول في قلوب الإنكليز، واضعة كارلا برونتي (زوجة الرئيس الفرنسي ساركوزي) في خلفية اهتمام البريطانيين بسيدات قصور السلطة في أوروبا. بيجيلو والإخراج المخرجة الأميركية كاترين بيجيلو أثبتت شجاعة مضاعفة، عندما فازت بأوسكار "أفضل مخرج"، فهي قدمت فيلما يتصدى بجرأة لحياة جنود الاحتلال الأميركي في العراق، وحدت الرجال في عقر المهنة التي احتكروا جائزتها على مدى الدورات ال84 لجوائز الأوسكار. ديككير ورحلة حول العالم أخيرا لم يتحرج الكبار في إبداء الإعجاب والتقدير لفتاة لم تكمل ربيعها ال14 بعد، اسمها لورا ديككير. فهذه الصبية التي لا تهتم بما تهتم به الفتيات في مثل عمرها ، اختارت ما لا يجرؤ عليه كثيرون، عندما أبحرت وحدها، يوم 14 أغسطس الماضي، منطلقة من ميناء جبل طارق في رحلة حول العالم، لن تنتهي قبل سبتمبر 2012.