الصنادل مرادفة للصيف والطقس الحار عموما، لهذا ليس غريبا أن تفرض نفسها كموضة في المغرب في الأشهر الأخيرة. وزاد من الإقبال عليها أنها ملائمة لأماكن العمل كما للنزهات وخاصة للاتي يملن إلى المشي طويلا ويتوخين الراحة. وظهرت في ثلاثة نماذج، صندل المصارع الإغريقي المستوحى من الحضارة اليونانية ولباس محاربيها، وصندل راقصات الباليه بكل ألوانها الزاهية، وكذا صندل «الكيتر» الذي يأخذك من أجواء النهار إلى الأمسيات بسهولة، وطبعا القاسم المشترك بينها أنها من دون كعب. والجدير بالذكر أنها لم تغز أسواق المغرب بهذا الزخم سوى في الموسم الحالي، على الرغم من أنها انتشرت بشكل واسع في كل أرجاء العالم منذ نحو ثلاث سنوات. ما جعل الصندل الخيار الأول للسيدات هذا الموسم من الصيف، ما يتميز به من جماليات الألوان والفتحات ذات التهوية، وإبرازه جمال الأزياء الصيفية، لتكون المحصلة تناغما في المظهر ككل. صنادل «الغلادياتور» المرصعة ذات الإيحاءات اليونانية، تميزت هذا الموسم بحزام عال يغطي الكاحل ويصل إلى الساق أحيانا، مما يجعلها رائعة للنهار والمساء على حد سواء، إذ يمكن تنسيقها مع بنطلون جينز أو مع تنورة بوهيمية طويلة أو مع فستان قصير. وعلى الرغم من أن هذه الصنادل تصنع بعدة ألوان، منها الذهبي والفضي وأيضا المرصع بأحجار فيروزية أو زبرجدية، فإنها بالأسود تكون أكثر كلاسيكية وتتماشى مع أغلب الأزياء. ثم هناك صندل راقصات الباليه، الذي أصبح من الضروريات تقريبا، ويعد اللون الأخضر بجميع ظلاله الأكثر إقبالا من طرف الفتيات. ثم هناك نوع ثالث من الصندل وهو الصندل العالي، الذي كما يشير اسمه يمتد إلى الكاحل ومتوفر بالجلد والقماش. هذا النوع هو الذي يلقى إقبالا كبيرا في المتاجر المغربية، لأن تنسيقه سهل مع أي قطعة أزياء أخرى. وعن اتتشار موضة الصندل من دون كعب هذا الموسم تقول خديجة العلمي، صاحبة محل بيع أحذية في حي أكدال، أحد أرقى الأحياء بالعاصمة المغربية: «يعرف هذا الصيف رواجا كبيرا للصندل من دون عكب، فالزبونات من كل الفئات العمرية، وإن كان تصميم بعضها يوحي بأنها موجهة للفتيات فقط، لكنها في الحقيقة موجهة لكل النساء، لما تتيحه من راحة وبساطة ممزوجة بالفخامة». وعن سعر الصندل من دون كعب، تقول العلمي: «الأسعار متباينة، وتختلف حسب جودة الصندل، من حيث المادة الخام والتفاصيل ودقتها النهائية». ويرى الكثيرون من خبراء الموضة النسائية، أن أسباب انتشار الصندل من دون كعب ترجع بالأساس إلى أن العالي، وعلى الرغم من كل أناقته وما يضفيه على المرأة من أنوثة، فإنه يؤدي إلى الكثير من المشكلات الصحية، ويصيب بتوتر شديد ويجعل المرأة لا تمشي بطريقة صحية. وكان هذا التحذير بمثابة صدمة للأنيقات اللاتي يعتبرن الكعب العالي شرطا لأناقتهن اليومية وخاصة في أماكن العمل، ولكن أيضا فرصة لا تعوض لبعض مصانع الأحذية التي باتت تتفنن في اختراع الأحذية من دون كعب، واستلهام التصاميم بالرجوع إلى الحضارات القديمة كالحضارتين الإغريقية واليونانية وكذا الفرعونية.