كشفتj دراسة بريطانية حديثة عن وجود قلق ناتج عن تأثر الحياة الأسرية للأم العاملة التي تحاول الموازنة بين متطلبات العمل وتربية ورعاية الأطفال، الأمر الذي يؤكد فشل مبدأ «دعم المساواة بين الجنسين» الذي تعليه بريطانيا والولاياتالمتحدة. وأشارت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة كامبريدج، ونشرتها الصحف البريطانية، أن عددًا متزايدًا من الرجال والنساء البريطانيين أصبحوا يعتقدون أن المرأة مكانها في المنزل، وأنه من المستحيل أن تكون أمًا خارقة أو أمًا «سوبر»، من خلال الوفاء بالتزامات العمل بالإضافة لرعايتها أسرتها، خاصة إذا كان بها أطفال صغار. وتقول «جاكلين سكوت» أستاذة علم الاجتماع التجريبي -التي أعدت الدراسة- من خلال تحليل بيانات في السلوك الاجتماعي خلال العقود الثلاثة الأخيرة: إن «وميض الأم الخارقة بدأ يخبو». وأشارت «سكوت» في دراستها،حسبما نشر موقع اللجنة الإسلامية للمرأة والطفل، إلى أن مؤشرات دعم ما يسمى «المساواة بين الجنسين» وصلت لأعلى معدلاتها خلال التسعينيات، لكن الأعوام الأخيرة شهدت تراجعًا، خاصة فيما يتعلق بقدرة المرأة على العمل ورعاية الأسرة في آن واحد. وأوضحت الدراسة أن حالة البلاد الاقتصادية تجعلها بحاجة شديدة لعمل المرأة التي تشكل أكثر من 45% من الأيدي العاملة في بريطانيا، مشيرة إلى أن الحكومة في المقابل لا تقوم برصد المظاهر الاجتماعية السلبية لعمل المرأة أو علاجها. وتقول الخبيرة الاجتماعية في دراستها التي وضعتها في كتاب جديد أطلقت عليه (النساء والعمل: الحياة المتغيرة والتحديات الجديدة): «أصبح هناك دليل واضح على أن الدور الجديد للمرأة (من دورها التقليدي في المنزل إلى دورٍ متساوٍ في العمل مع الرجل) يكلفها وأسرتها الكثير». الدراسة لفتت إلى أن الكثير من النساء العاملات يؤجلن الإنجاب للتفرغ للعمل، كما أن هناك العديد منهن يعدن سريعًا للعمل بعد إنجابهن أطفالاً يودعنهم دور رعاية، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى ارتفاع هائل في الطلبات على دور رعاية الأطفال. واستندت دراسة «سكوت» لإحصاءات مستقاة من برنامج المسح الاجتماعي الدولي، واستطلاعات أخرى للرأي العام في بريطانيا والولاياتالمتحدة منذ الثمانينيات. وأظهرت استطلاعات الرأي أنه في 1994 رأى 51% من النساء و52% من الرجال في بريطانيا أن الحياة الأسرية لن تعاني من خروج المرأة للعمل، لكن بحلول 2002 انخفضت تلك النسب ل46% للنساء و42% للرجال. كما انخفض عدد الذين يعتقدون أن العمل هو الوسيلة المثلى لاستقلال المرأة من 60% إلى 54% بالنسبة للنساء. وكانت النتائج الأسوأ في الولاياتالمتحدة، حيث انخفضت نسبة الذين يعتقدون أن الحياة الأسرية لن تتأثر بعمل المرأة من 51% عام 1994 ل38% في 2002. وتعليقًا على تلك النتائج قالت «سكوت» في دراستها: «في بريطانيا والولاياتالمتحدة لم يعد دعم المساواة بين الجنسين أمرًا معقولاً، فالبعض أصبح يفكر بطريقة أخرى، حيث وجدت الكثير من الأمهات العاملات أنفسهن محملات بأعباء أثقلت كاهلهن من رعاية للأسرة وتربية الأطفال بالإضافة للعمل». وأضافت: «الآراء في هذه القضية تغيرت؛ فأسطورة الأم الخارقة بدأت تتهاوى، فلم يعد واقعيًا بالنسبة للقدرات العادية للمخلوق البشري قيام المرأة بمهن تتطلب مهارات عالية، وفي الوقت نفسه تقوم بإعداد الكعك، وقراءة قصص ما قبل النوم لأطفالها». كما أن الأم التي تريد القيام بكل الأعباء، بحسب الدراسة، تعرض تربية الأطفال للخطر، فضلاً عن عدم استطاعتها إقامة علاقات دافئة وحميمة مع أبنائها. وأشارت الدراسة أيضًا إلى تزايد نسبة الرجال الذين يعتقدون أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة سيعانون من مشاكل إذا عملت أمهاتهم وتركنهم فترات طويلة.