ذكر موقع إسلام أون لاين قبل يومين، أن دراسة حكومية بريطانية، طالبت بالفصل بين طلاب وطالبات المدارس الثانوية على الأقل عند دراسة بعض المواد بالمدارس المختلطة، للتغلب على ثقافة الاستعراض التي تؤثر على تحصيل الذكور من الطلاب بالفصول الدراسية. وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية الاثنين أن الدراسة التي بدأت وزارة التعليم في إجرائها في العام 2000, جاءت بعد ظهور مخاوف من أن ثقافة الاستعراض تسببت في تراجع مستوى التحصيل لدى الطلاب الذكور مقارنة بالإناث. وحسب الموقع نفسه، فقد أظهرت الدراسة أن أداء الطالبات كان أفضل من نظيره لدى زملائهن الذكور، كما أظهرت عدم وجود دلائل معتبرة تشير إلى تقلص الفجوة في التحصيل الدراسي بين الجنسين. وراقب القائمون على الدراسة فصولا لطلاب ذكور؛ حيث ينتشر السلوك الاستعراضي، وتتعرض المدرسات لمعاكسات من جانب الطلاب الذين يحاولون إقامة علاقات معهن. وخلصت الدراسة التي أجريت على 50 مدرسة بريطانية، إلى أن الفصل بين الجنسين أثناء تدريس بعض المواد يمكن أن يكون طريقة جيدة لمساعدة الطلاب. وجاء في الدراسة التي أعدها الباحثان مايك يانجر وموللي وأرينجتون أن الكثيرين من الطلاب والطالبات يشعرون بارتياح أكبر في الفصول غير المختلطة؛ وذلك لعدم وجود الجنس الآخر الذي يجذب الانتباه كما يشعرون بقدرة أكبر على المشاركة في النقاشات دون أي حساب للتعرض للإحراج أو السخرية. وقال الموقع ذاته، دعت الدراسة، إلى التخطيط الجيد في حال تطبيق الفصل بين الجنسين، محذرة في الوقت نفسه من أن التخطيط السيئ لمبادرات الفصل بين الجنسين يمكن أن يؤدي إلى زيادة السلوك ذي النزعة المتشبهة بالرجال للصبيان سوءا. وكان وزير التعليم البريطاني السابق ديفيد ميليباند قد دعم العام الماضي فكرة الفصل بين الجنسين بالمدارس، إلا أن الوزراء لم يلقوا بالا إلى القضية منذ ذلك الوقت. لكن متحدثا باسم وزارة التعليم قال للصحيفة البريطانية: إنه لشأن خاص بالمدارس لتحديد الاستراتيجيات التي ترى أنها تتناسب أكثر مع ظروفها الخاصة. الدعوة البريطانية ليست فريدة في هذا، بل سبقتها دعوات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي فرنسا من قبل، وللأسباب نفسها والمقاصد ذاتها. فقد شرعت بعض المؤسسات التربوية الفرنسية في العمل بأقسام تجريبية للتلاميذ غير المختلطين. وجاء هذا الاختيار التجريبي بناء على دعوات متتابعة لمراجعة نظام التربية والتعليم بهذه البلاد، وفي أعقاب مناقشات مفتوحة حول النظام التربوي الفرنسي افتتحت لحظة الدخول المدرسي لهذا الهام ودشنها وزير التربية الوطنية لوك فيري. ومن الثانويات التجريبية التي شرعت في العمل بالأقسام المفروقة الثانوية الكاثوليكية أوزانام بمدينة ليموج، حيث استنتج المعنيون والمختصون بسرعة أن الفتيات يشتغلن أكثر وأسرع وأهدأ في فصل خاص بهن. وكان النقاش حول الاختلاط بين الجنسين قد بدأ خلال صيف العام الماضي على إثر صدور كتاب جديد لعالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فايز تحت عنوان فخاخ الاختلاط أثبت فيه بالبرهان التجريبي أن الاختلاط في الأقسام يؤدي إلى تأخر الفتيات وتقدم الفتيات، ويسهل أحداث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية من الذكور على الإناث، خاصة وأن مشاهدة الأفلام والبرامج الجنسية الفاضحة من لدن القاصرين أصبح واقعا مشاهدا حسب دراسات ميدانية أخرى قامت بها جمعيات رابطة التعليم والتجمع الجمعوي الأطفال والإعلام واتحاد الأسر الفرنسية ورفعت في شأنها تقريرا إلى الهيئات المسؤولة. كما أثبت الباحث الفرنسي أن وسائل الإعلام العمومية ظلت تقوم بدور التشويش والتعمية والنفاق حلى حد تعبير العالم الاجتماعي. وتعتبر البلدان الإسكندنافية والأنجلوساكسونية سباقة إلى الأقسام غير المختلطة منذ زمن بعيد. ففي الولاياتالمتحدة توجد جامعات وكليات غير مختلطة وخاصة بالفتيات مثل جامعة ويلليسلي التي تخرجت منها زوجة الرئيس السابق هيلاري كلينتون، ومثل جامعة ملس كوليج بولاية كاليفورنيا حيث ذهبت الطالبات إلى حد شن إضراب ضد الاختلاط. في فرنسا أكدت التجارب الميدانية غداة دمج المدرسة العليا في الثمانينيات من القرن الماضي أن الاختلاط لم يكن في صالح الطالبات وكانت نتائجها عليهن كارثية، إذ هبط عدد المتخرجات الناجحات بشكل سريع جدا (11% من نسبة الناجحين في الفيزياء والكيمياء) وعللت الخبيرات المتخصصات أن طريقة تناول الفتيات للمعادلات والمسائل الرياضية والعلمية تختلف عن الفتيان وأن توحيد الدراسة والاختبارات بين الجنسين ليس من العلمية في شيء. في الأسبوع الماضي أجرت أسبوعية لوفيغارو ماغازين حوارا مع لويس فيرا المعالج النفسي والمختص في المراهقة - ضمن ملف حول الاختلاط- أكد فيه أن للفصل بين الجنسين محاسن كثيرة على صعيد الشخصية والتحصيل الدراسي داعيا إلى اليقظة والحذر من مساوئها. التجديد/إسلام أون لاين