عاشت مدينة وارزازات خلال الأسبوع الماضي من 13 إلى 18 دجنبر الجاري على إيقاعات المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي الذي نظمته الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، في دورته الخامسة التي حملت هذه السنة اسم «ابراهيم أخياط» مؤسس المهرجان، وذلك تحت شعار «تطوير الفيلم الأمازيغي عبر الإعلام»، والذي كان موضوع ندوة نظمت بمناسبة المهرجان، بمشاركة باحثين ونقاد ومتخصصين، تناولت مكامن الضعف في حضور الفيلم الأمازيغي وقضاياه عبر وسائل الإعلام بمختلف مكوناتها السمعية البصرية والمكتوبة والإلكترونية، وكذلك مسببات وتداعيات هذا الضعف، كما تطرقت الندوة إلى الآليات والسبل الكفيلة بجعل الفيلم الأمازيغي يحظى بمكانة أكبر في وسائل الإعلام وخصوصا السمعية البصرية منها، تليق بمستوى التراكم الكمي والنوعي الذي يعرفه، حيث قدم المتدخلون معطيات هامة في هذا الإطار من شأنها أن تفيد المشتغلين في الميدان لتحسين وتطوير حضور الفيلم الأمازيغي عبر وسائل الإعلام. وتميز حفل افتتاح فعاليات المهرجان بعرض فيلم من إنتاج الجمعية، تم تصويره سنة 1972 بعنوان «تامكتيت ن دو واكال» أو ذاكرة تحت التراب، شارك في تشخيصه كل من ابراهيم أخياط، الصافي مومن علي، أحمد الغزالي، وابراهيم مدران، ويتناول موضوع ضياع التراث والثقافة الأمازيغية، واعتبر أولى بذور الفيلم الأمازيغي بالمغرب. وعرفت المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، والتي ترأس لجنة تحكيمها المخرج السينمائي «جمال بلمجدوب» مشاركة خمسة أفلام، فيما تبارت على الجائزة الخاصة بأحسن فيلم قصير، والتي أسندت رئاستها للناقد «محمد بلوش» سبعة 7 أفلام. وتميزت دورة هذه السنة بتخصيص مسابقة ثالثة للسيناريو المكتوب، من أجل تشجيع وتطوير الكتابة الفيلمية الأمازيغية، وتنافست عليها ثمانية 8 مشاريع، وأسندت رئاسة لجنة تحكيم هذه المسابقة للفنان السيناريست الحسين باردواز. وتميزت هذه الدورة ببث مجموعة الأشرطة الوثائقية خارج المسابقة هي: «بوكافر33» لأحمد بيدو، «أباغوس» لرشيد الشيب وعبد العزيز بلغالي، «صدى الصمت» لربيع الجوهري و»المنسيون» من إنجاز طلبة الكلية المتعددة التخصصات بوارزازات. إلى جانب العروض التي شهدتها القاعة الكبرى لقصر المؤتمرات، كان الجمهور وخصوصا طلبة السينما بوارزازت على موعد مع مناقشة الأفلام المعروضة مع المخرجين والممثلين في حصص صباحية بالقاعة ذاتها، كما تم تنظيم ورشات تكوينية بمقر الكلية المتعددة التخصصات. وتميز حفل اختتام المهرجان بتكريم الممثل «محمد جامو» الذي عرف بأداء أدوار اليهودي في العديد من الأفلام الأمازيغية، وكذلك تم تكريم الناقد الراحل «نور الدين كشطي»، الذي كان حاضرا خلال الدورة الرابعة للمهرجان كرئيس للجنة التحكيم. وأسدل الستار على فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي، بفوز فيلم «زرايفا» للمخرج عبد العزيز أوالسايح بالجائزة الكبرى للمهرجان «تاركانت ن وورغ»، كما نال نفس المخرج جائزة أحسن إخراج عن نفس الفيلم، الذي يتناول جوانب من الأساطير الأمازيغية بقالب كوميدي. فيما عادت الجائزة الخاصة بأحسن ممثلة للفنانة فاطمة بوشان، أما جائزة أحسن ممثل فعادت مناصفة بين الفنانين مبارك العطاش ومحمد أوراغ. وبخصوص مسابقة الفيلم القصير فإن جائزة أحسن فيلم قصير كانت من نصيب الشريط الذي حمل عنوان»إيماجين» من توقيع عزيز المالع، فيما تم التنويه بفيلمي «تاتفاحت تازكاغت» لمراد خلو، و»أورار خ تاما ن ربحار» لمحمد أمين عمراوي.