الممثل و المخرج السينمائي و المسرحي المقتدر جون مالكوفيتش، الذي شرف الدورة العاشرة لمهرجان مراكش برئاسته للجنة التحكيم للأفلام الطويلة، يشارك في فيلم أمريكي جديد يعرض حاليا في بعض القاعات السينمائية ببلادنا تحت عنوان "RED" (111 دقيقة) ،و يجمع بين الحروف الثلاثة الأولى لثلاث كلمات تعني بالفرنسية و الانجليزية "متقاعد خطير إلى أقصى حد"، و هو من إخراج الألماني روبير شوينتكي و مأخوذ عن إحدى الروايات المحكية بالرسوم. تشارك في هذا الفيلم ثلة من ألمع الممثلين من بينهم بروس ويليس (فرانك) ومورغان فريمان (جو) و الممثلة إلين ميرين (فيكتوريا) إضافة إلى جون مالكوفيتش (مارفين). المتقاعد المنعوت بالخطير جدا في هذه القصة هو "فرانك" (بروس ويليس) الذي كان يشتغل قبل تقاعده في جهاز المخابرات الأمريكية (CIA)، و الذي سيكتشف أنه أصبح مطاردا ومهددا بالقتل من طرف نفس الجهاز بقيادة خصم عنيد لا يقهر، و سيكتشف أيضا أنه يوجد في لائحة سوداء تضم أسماء زملاء له تم اغتيال أغلبهم، و هو أمر سيدفع به إلى الاتصال بزملائه الثلاثة (جو، مارفين و فيكتوريا)) الذين لم يتم اغتيالهم بعد لمواجهة الخطر الذي يهددهم أينما حلوا و ارتحلوا، و لوضع حد لهذه الوضعية قصد العيش في أمن و أمان. سينطلق هؤلاء الأربعة ( إضافة إلى الشابة الجميلة "سارة"صديقة بروس ويليس) في مواجهات عنيفة و عنيدة مع مختلف الأجهزة المخابراتية و المصالح السرية و المكتب الفيدرالي للتحقيقات بقيادة خصم عنيد لا يقهر، و سيكتشفون أن أمر اغتيالهم صدر عن نائب الرئيس الأمريكي لكونه يعرف أنهم على علم بجرائم الحرب التي ارتكبها في غواتي مالا، و لكونه يخاف من أن يفضحوه و أن يعكروا عليه أجواء ترشيحه لمنصب الرئاسة، و سيصبح الهدف الوحيد و الأوحد لبروس ويليس و رفاقه، المتمرنين بدقة عالية على استعمال مختلف أنواع الأسلحة،هو اجتياز كل الحواجز الصعبة لاغتيال نائب الرئيس. الفيلم ممطر بالطلقات النارية الغزيرة، و حافل بالعنف و الحركة و نيران المتفجرات، و هو من نوع الأفلام التي لا يقتل فيها البطل مهما كانت الأخطار و قوة الخصم، و عبارة عن سلسلة من المواقف المثيرة التي ينبغي تجاوزها، و بالرغم من بعض المبالغة و التساهل و الهشاشة في طريقة تجاوزها، فإن ذلك يمكن قبوله في هذا النوع من الأفلام التي لا تدعو إلى التفكير، بل تهدف أساسا إلى التسلية رغم كونها عنيفة و مأساوية. يخوض بروس ويليس و زملاؤه هذه المغامرة بكيفية لا تخلو من طرافة كأنهم يمزحون، و كأنهم متيقنون منذ البداية من الفوز في النهاية، ويتجلى جانب الطرافة أساسا في الطريقة المرحة التي يشخص بها الممثل المقتدر جون مالكوفيتش دوره في هذه المغامرة المحفوفة بالأخطار في كل مكان و زمان. الفيلم ليس متفردا بنوعه، و لكن قصته محبوكة و تتطور بكيفية مطعمة بعناصر الإثارة و ببعض المفاجآت خصوصا قبيل النهاية التي تحدث فيها تقلبات غير منتظرة تجعل المشاهد يعتقد أن الفيلم لم ينته بعد، وتجعله يتكهن بحدوث مفاجآت أخرى حتى بعد النهاية، و هي نهاية ذكية و مثيرة و سعيدة تحسم فيها الأمور بطريقة غير متوقعة، و تؤكد أن المتقاعد "فرانك" (بروس ويليس) هو فعلا خطير جدا.