تبدو بعض الجهات العنصرية، الحاقدة ليس على الإسلام فقط بل على المجتمع الإنساني برمته، إذ تبدو شديدة الحرص على إشعال نار الفتنة كل ما خفت لهيب سابقتها، فبعد الفتنة الحقيقية التي تسببت فيها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (صلعم)، وقبلها كثيرة هي المبادرات التي تعمدت إشعال نار الفتنة، هاهي إعلامية مغمورة في بريطانيا اسمها شيري جونز تصدر رواية تضمنت مغالطات دينية وتاريخية خطيرة عن حياة زوجة الرسول (صلعم) السيدة عائشة رضي الله عنها. وكأن حرية التعبير في هذا الغرب المنحل المتفسخ لاتجد مداها بالنسبة لبعض رجالات ونساء هذا الغرب إلا في الإساءة للإسلام والمسلمين، وأن الشهرة لاتتحقق لهؤلاء إلا عبر هذه الإساءة. ولقد انطلقت معالم الفتنة - كما خططت لذلك الاعلامية البريطانية صاحبة الرواية الرديئة - إذ عمد البعض إلى إضرام النار في مقر دار النشر البريطانية التي سارعت إلى نشر هذه الرواية، وتم اعتقال بعض المشتبه فيهم الذين سارعت الصحافة البريطانية إلى وصفهم بالإرهابيين، وبسرعة فائقة ذكرت الاحصائيات أن أربعين ألف نسخة من الرواية بيعت في الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل تسعة أيام من موعد نزولها الرسمي إلى هذه السوق. ورغم تلقي الفريق المشتغل على نشر الرواية تهديدات في وقت سابق ونصائح تحذيرية من قبيل أن نشر الكتاب سيثير أعمال عنف من جانب قطاعات متطرفة إلا أن دار النشر البريطانية صممت على نشر العمل للكاتبة جونز التي لم تزر أبدا الشرق الأوسط واكتفت بدراسة التاريخ العربي. وبرر مسؤول دار النشر أمر تعجيل توزيع الرواية بالبعد التجاري نافيا أن يكون للأمر علاقة بالتهديد. وكانت دار بيوفورت هي التي نشرت كتاب «لو كنت فعلتها» الذي كتبه أوجيه سيمبسون بشأن جريمة قتل زوجته، وذلك بعد أن تخلت دار ريجان عن نشره خشية إثارة حالة من الغضب الشعبي. وهي حلقة جديدة وليست الاخيرة من مسلسل «الإساءات للإسلام».