في تجربة علاجية واعدة بعقار آمن غير سمي مستخلص من مادة كيميائية موجودة بفول الصويا، وجد باحثون بمركز روبرت لوري الشامل لعلاج وأبحاث السرطان، في جامعة نورث وسترن الأميركية، أن رجالا مصابين بسرطان البروستات الموضعي عولجوا بهذا العقار قد استفادوا منه، حيث أوقف حركة وانتشار خلايا السرطان من البروستات إلى بقية أعضاء الجسم. وقد عرضت نتائج هذه الدراسة في المؤتمر السنوي التاسع للجمعية الأميركية لآفاق أبحاث السرطان والوقاية منه، بحسب بيان لجامعة نورث وسترن أتاحته خدمة سينس ديلي. مادة الجِنِستَيْن genistein الكيميائية الموجودة طبيعيا في حبات فول الصويا تم استخدامها في مختبر الدكتور ريموند بِرغَن، مدير العلاجات التجريبية بمركز لوري للسرطان، من أجل منع خلايا سرطان البروستات من أن تصبح انبثاثية، وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وكانت تجربة اختبار كون هذا العقار علاجًا للسرطان في الدراسات ما قبل السريرية، التي تجرى على حيوانات المختبر قد نجحت حتى الآن. وأظهر مركب الجِنِستَيْن أيضا فوائد لدى البشر المرضى بسرطان البروستات. وكانت دراسة تجريبية حديثة، بالمرحلة الثانية من الاختبار، شارك فيها 38 رجلا مصابا بسرطان البروستات الموضعي أيضا، قد وجدت أن مركب الجِنِستَيْن الذي تلقوه مرة واحدة يوميا في صورة حبة دواء، قبل إجراء الجراحة لهم بشهر كامل، كان له تأثيرات مفيدة على خلايا سرطان البروستات. فحص الباحثون الخلايا السرطانية المأخوذة من بروستات المرضى المشاركين في الدراسة بعد إجراء الجراحة لهم، ووجدوا أن الجِنِستَيْن قد زاد من نشاط الجينات الكابحة لغزو خلايا السرطان، كما خفّض الجِنِستَيْن من نشاط المورثات المعززة لانتشار تلك الخلايا. الدكتور برغن أستاذ أمراض الدم والأورام بكلية طب جامعة نورث وسترن، والطبيب المعالج بمستشفى الجامعة التعليمي، يقول إن الخطوة الأولى هي النظر في كون هذا العقار له أي تأثير يريده الطبيب على خلايا السرطان والبروستات، وكانت الإجابة بنعم. ويشير الدكتور برغن إلى أن الخطوة التالية هي إجراء دراسة تجريبية أخرى في نطاق المرحلة الثانية من اختبار العقار أيضا، وذلك للنظر في قدرته على منع الخلايا السرطانية من الانتقال إلى خارج البروستات باتجاه أعضاء الجسم الأخرى. وبحسب الباحث فإنه إذا ما تأكدت تلك القدرة على منع انتشار الخلايا السرطانية، فسيكون عقار الجِنِستَيْن أول علاج غير سُمّي للسرطان يستهدف الخلايا السرطانية ويمنع حركتها. ويلفت برغن إلى أن جميع علاجات السرطان المصممة خصيصا للحيلولة دون تحرك الخلايا السرطانية، والتي جرى اختبار تأثيراتها في البشر حتى اليوم، قد أخفقت نظرا لأنها بشكل أساسي غير فعّالة أو أنها سُميّة. ويخلص إلى أنه إذا كان لهذا العقار المأخوذ من فول الصويا أن يمنع سرطان البروستات بشكل فعال من التحرك في جسم المريض، فسيكون من الممكن لعقار مماثل نفس التأثير نظريا على خلايا أنواع أخرى من السرطان.