ظهرت بارقة أمل للمريضات المصابات بسرطان الثدي مع الإعلان عن النتائج الواعدة لدراسة ribbon-1بasco 2009 (المؤتمر الدولي لأمراض السرطان) المرتبط بالعلاج الكيميائي بالنسبة إلى سرطان الثدي في المراحل المتقدمة. وجاءت هذه النتائج لتؤكد الفوائد السريرية ل «بيفاسيزيماب»، وأضحى معه تطوير جودة حياة المصابات بسرطان الثدي من الآن فصاعدا ممكنا، حيث إن الجزيئة المذكورة توقف انتشار الخلايا السرطانية في مراحل متقدمة. يقول الدكتور منير الباشوشي أخصائي في أمراض السرطان: «في هذه المرحلة (مرحلة الميتاستاتيك)، وهي سرطان الثدي في مراحل متقدمة، حيث ينتشر المرض لإصابة أعضاء أخرى، تبقى فرص البقاء على قيد الحياة ضئيلة، عندما تظل تكاليف العلاج مرتفعة. فسرطان الثدي يشكل مشكلا حقيقيا للصحة العمومية بحيث تجد جميع أنظمة التغطية الاجتماعية صعوبات في تدبيره. وبتطوير هذا العلاج ستحظى الاستراتيجيات العلاجية المتبعة لحد الآن بدفعة جديدة». وأثبتت تجربتان، كل واحدة على حدة، القيمة العلاجية للجزيئة المذكورة، حيث أكدتا التأثير الإيجابي لها، وللأجسام المضادة بإشراكها مع العلاج الكيماوي، الخطوة الأولى في علاج سرطان الثدي في المرحلة المتقدمة. كما تم القيام بدراسة ثالثة «ريبون 1» لإثبات كفاءة وعدم ترتب أضرار عن العلاج، ارتكزت على إعطاء الدواء لمجموعتين من المرضى موزعتين بطريقة عشوائية، حيث تلقت المجموعة الأولى علاجا يجمع بين «بيفاسيزيماب» ومادة أخرى، وبينت التجربة أن معدلات الاستجابة ارتفعت بشكل ملحوظ لصالح إضافة «بيفاسيزيماب». وأضاف الدكتور منير الباشوشي «بالنسبة إلى الأمراض المكلفة مثل سرطان الثدي يعد تحسين جودة حياة المرضى في قلب انشغالات الباحثين، وفي هذا الإطار فإن « بيفاسيزيماب» يستجيب تماما لهذه الغاية». ويعد «بيفاسيزيماب» جسما مضادا يرتبط خصيصا بVEGF ويعيقه. ويعتبر هذا الأخير عاملا أساسيا لنمو أوعية دموية جديدة، من شأنه تغذية الورم وانتشاره إلى أعضاء أخرى من الجسم. ويحدد «بيفاسيزيماب» طريقة عمل دقيقة للسيطرة على الورم مع انعكاس محدود للآثار الجانبية للعلاج الكيماوي. وأظهر «بيفاسيزيماب» مزايا البقاء على قيد الحياة في مختلف الإصابات بالأورام، وتمت المصادقة عليه في أوروبا لعلاج الحالات المتقدمة لأربعة أنواع من السرطانات: سرطان القولون، وسرطان الثدي، وسرطان الرئة وسرطان الكلى. وتتسبب هذه السرطانات سنويا في وفاة قرابة 3 ملايين شخص بالولايات المتحدةالأمريكية، وشكل «بيفاسيزيماب» أول مضاد علاجي لمسلسل نمو أوعية دموية جديدة، وقد تمت المصادقة عليه من قبل FDA. ويوصف حاليا لعلاج الأنواع الأربعة للسرطانات المشار إليها. وقد تمت معالجة أزيد من 500 ألف مريض بجزيئة «بيفاسيزيماب» إلى حد الآن. وشمل برنامج كلينيكي واسع 450 تجربة سريرية، باعتماد الجزيئة المذكورة في مختلف حالات الإصابة بالأورام، ومنها على الخصوص أورام القولون والثدي والرئة والدماغ والمعدة والمبيض والبروستات وغيرها.