دعا المشاركون في فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، دورة علال الفاسي، إلى إعادة بعث الأدوار الطليعية التي تلعبها الدبلوماسية الدينية والثقافية كي تضطلع بهامها كاملة في إشاعة ثقافة الحوار وإعلاء قيم التسامح والتقارب بين الشعوب. وقال مشاركون في هذا المنتدى الذين وفدوا من أكثر من دولة من مختلف أرجاء المعمور أن إشاعة السلم بين الشعوب لا يمكن أن يتحقق دون تكريس بعد الحوار والانفتاح بين كل الثقافات على قاعدة القبول بالآخر إثراء للتعدد، مع بلورة دبلوماسية دينية وثقافية تلهم الشعوب حول ضرورة العمل المشترك وتفعيل الدبلوماسية الموازية لإيجاد مخرج لكل النزاعات التي تهز أركان المجتمع الدولي، وخصوصا النزاع في الشرق الأوسط الذي لا يمكن إيجاد مخرج له دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وشكل المنتدى الذي دارت أشغاله على مدى ثلاثة أيام 4- 5- 6 دجنبر الجاري بفاس، والتأمت أشغاله تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بدعوة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والدولية ،وبتنسيق مع مؤسسة علال الفاسي والجماعة الحضرية لفاس، وبتعاون مع العديد من الشركاء المغاربة والأجانب، شكل مناسبة سانحة أمام ضيوفه الذين وفدوا من القارات الخمس من رجالات دولة و علماء و مفكرين وأدباء وساسة وممثلي الديانات وفاعلين مدنيين وجمعويين، ليناقشوا في خمس جلسات عامة مختلف جوانب الموضوع الذي اختير له هذه السنة عنوان : الدبلوماسية الدينية والثقافية في خدمة الأمن والسلام العالميين. وقد أوصى المشاركون بإيلاء أهمية قصوى للنهوض بجامعة القرويين العريقة، لما تمثله من رمزية تاريخية و حضارية. كما ناشد المنتدى منظمة اليونسكو لتفعيل دورها في الحفاظ على إرث الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع دعوة الجهات الثقافية المعنية إلى العمل على إنشاء مرصد ثقافي توكل له مهمة ترجمة الأعمال الثقافية ذات الأهمية في سياق التفاعل الحضاري والثقافي. ودعا المشاركون أيضا في هذا اللقاء السنوي الهام مجالس السفراء واللجان المتفرعة عنها إلى تفعيل نشاطاتها وتحركاتها دعما للمصالح العليا للشعوب المظلومة في الساحة الدولية، مع حث كافة الدول والمنظمات والأفراد الفاعلين والهيئات السياسية ووسائل الإعلام إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه الإساءة للأديان و الرموز الدينية، الشيء الذي يعمق الخلاف ويغذي الكراهية عوض التلاقي والتسامح بين مختلف الحضارات والأديان. واستحضرت دورة هذه السنة التي دعا كل المشاركين فيها إلى وجوب أن تصبح محطة سنوية تعتمد كمرجع فكري مؤسساتي في جميع أرجاء المعمور ، عطاء الزعيم علال الفاسي الذي شكل طيلة مساره النضالي الحافل نموذجا للتضحية ونكران الذات والإيمان بالآخر و بقيم الحرية والتنوع، مع الدعوة إلى اعتبار مجمل نتاجه الفكري والإبداعي منارة كونية يستدل بها ومثلا أعلى لا محيد عنه في التقريب بين الشعوب وإشاعة روح السلم والإخاء بين الثقافات والحضارات.