سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير الأول الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي يفتتح فعاليات منتدى فاس حول تحالف الحضارات و التنوع الثقافي «دورة علال الفاسي » وسط اهتمام إعلامي وسياسي كبير وبحضور شخصيات وطنية ودولية وازنة
وسط حضور غفير ضم نخبة من الفعاليات الحكومية والسياسية وأعضاء من الهيئات الدبلوماسية الممثلة بالمغرب ومفكرين وباحثين أكاديميين و رجال دين، انطلقت أول أمس السبت 4 دجنبر الجاري أشغال الدورة الرابعة لمنتدى فاس حول تحالف الحضارات و التنوع الثقافي تحت عنوان دال: «الديبلوماسية الدينية الثقافية في خدمة السلام والأمن العالميين». وتتميز هذه الدورة التي تعرف حضور أسماء وازنة في عالم الفكر والسياسة من داخل المغرب وخارجه بإطلاق اسم الزعيم الرائد علال الفاسي على فعالياتها، وذلك في سياق الاحتفاء بمائوية الزعيم التي كانت قد أعلنت عنها مؤسسة علال الفاسي إحياء لإرثه الثقافي والسياسي المتميز والفريد، واسترشادا بمساره اللاهب طيلة سنوات من الكفاح لأجل استقلال المغرب، ثم لأجل بناء المغرب الجديد غداة الاستقلال. وفي كلمة وجهها بالمناسبة الأستاذ عباس الفاسي الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال للمشاركين في هذا المنتدى الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي ألقاها نيابة عنه ذ شيبة ماء العينين، أكد الأستاذ عباس الفاسي أن حصيلة أشغال هذه الدورة لاشك ستشكل إضافة نوعية في إثراء ما راكمته الدورات السالفة لهذا المنتدى الجاد من بحوث ودراسات أغنت الحصاد الفكري لثقافتنا، مضيفا أن موضوع الدورة يكتسي أهمية خاصة في كل العصور والأزمنة، وخاصة في عصرنا الحالي الذي يشهد تنامي ظهور التعصب والعنصرية والتطرف الديني عند العديد من الطوائف من مختلف الديانات وفي العديد من البلدان. وقال الأستاذ عباس الفاسي إن الزعيم علال الفاسي الذي اختار منظمو المنتدى إطلاق اسمه على هذه الدورة في التفاتة غنية بالدلالات لم يكن فقط عالما مجددا ومجتهدا، بل كان بحكم موسوعية مداركه وتفتحه على كل الثقافات مفكرا إنسانيا يؤمن بحرية الفكر ويدعو إلى أسلوب الحوار الجاد والمسؤول أينما كان، إيمانا منه بأنه لا إصلاح ولا جديد ولا ابتكار ولا إقناع إلا باعتماد الحوار مع من لا يشاطرنا الرأي أو يخالفنا في المعتقدات والمذاهب، دينية كانت أو سياسية . وأشار الاستاذ عباس الفاسي الى الدور الهام الذي تضطلع به بلادنا في التقارب بين الحضارات بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله والتي أهلت بلادنا بمكانة الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوربي ،الشيء الذي يعتبر تقديرا للإنجازات التي حققها المغرب على أكثر من مستوى ،وما يبذله من مجهودات لإشاعة ثقافة الحوار والسلم والتعايش بين الأمم والشعوب. ومن جهته أعرب الأخ حميد شباط عمدة مدينة فاس عن بالغ اعتزازه ومعه مدينة فاس بأن ينضاف هذا المنتدى كموعد هام إلى أيامها التاريخية المجيدة لاسيما باستقبالها مناراة شامخة وبارزة في عالم الفكر والثقافة والدين والحضارة من مختلف أرجاء المعمور. وقال الأخ امحمد الدويري رئيس جهة فاس بولمان، إنه ليس من المستغرب أن تحتضن فاس هذا الحدث الكبير فهي تعد من بين أقدم الحواضر العالمية، شاهدة على التاريخ وعلى تلاقح الحضارات والتعايش والتمازج فيما بينها عبر مختلف العصور. وقد تعاقب عل منصة التدخلات كل من السيدة لطيفة أخرباش كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون، والسيد روبير جوردان، وهو دبلوماسي ومفكر أمريكي يشغل عضوية بمجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، والسيد جون فورونسوا دانغو، وزير داخلية الغابون، البلد الذي نفي إليه الزعيم علال الفاسي إبان كفاحه من أجل نيل المغرب للاستقلال، والسيد فارس عبد الكريم، ممثلا عن الأمين العام للجامعة العربية والأستاذ عبد الكريم غلاب عضو مجلس رئاسة الحزب، والسيد ميشال كاباسو، رئيس مؤسسة البحر الأبيض المتوسط ومحمود إيرول كيليس، أمين عام إتحاد مجالس الدول الأعضاء في المؤتمر الإسلامي، والدكتور سعيد بن عطية أبو عالي، عن جائزة يوسف بن أحمد كانو والسي محمد علال سيناصر عضو أكاديمية المملكة. كما قدم د. أحمد العبادي أمين عام الرابطة المحمدية لعلماء المغرب الدرس الافتتاحي للمنتدى. ومن أهم الملاحظات التي عرفها افتتاح هذه الدورة التي تنعقد على مدى ثلاثة أيام 4،5،6 دجنبر 2010 عرض شريط وثائقي يؤرخ لأهم المحطات التي عرفتها مسيرة علال الفاسي، مرفوقا بشهادات من بعض مجايليه كالمجاهد أبو بكر القادري والمناضل الكبير امحمد بوستة. كما تميز حفل افتتاح المنتدى بالبشرى التي زفها رئيس مؤسسة البحر الأبيض المتوسط ميشال كاباسو، وذلك باختيار اسم الزعيم علال الفاسي لإطلاقه على نصب تذكاري يخلد للسلام، لما قدمه الرجل من خدمات جليلة لفائدة وطنه المغرب، ومن خلاله للأسرة الإنسانية جمعاء، على أن تحتضن فاس هذا النصب باعتبار رمزيتها الحضارية والثقافية. أيضا، شهد حفل الافتتاح تسليم نسخ من كتاب يوثق بالصور مسيرة علال الفاسي، حيث قام حميد شباط عمدة مدينة فاس بتسليم نسختين لنجلي الزعيم الأستاذ هاني والأستاذة أم البنين، فيما قام ذ. امحمد الدويري بتسليم نسخة أخرى لوزير داخلية الغابون السيد فرانسوا ندانغو. ومن المرتقب أن تتواصل أشغال هذا المنتدى وذلك بإقامة عدد من الورشات الفكرية التي ستساهم في إثراء فقراتها نخبة من المفكرين والأكاديميين والساسة والدبلوماسيين من داخل المغرب وخارجه، حيث سيناقش المشاركون: محاور: النقد الذاتي كعنصر محدد في العلاقات الدولية الجديدة، أعمال علال الفاسي كمرجعية ودور العمل الدبلوماسي في العلاقات الدولية، ومكانة الدبلوماسية الدينية والثقافية في العلاقات الدولية المعاصرة، والدبلوماسية التشاركية في خدمة تحالف الحضارات والتنوع الثقافي.