بدأت في جنيف المحادثات المتعلقة ببرنامج إيران النووي التي تعد الأولى مع مجموعة 5+1 منذ أكثر من عام، وسبق هذه المحادثات كشف إيراني بإحراز تقدم في المجال النووي. و بحث الإيراني سعيد جليلي مع ممثلة المجموعة منسقة السياسات الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، الملف النووي الإيراني وعددا من القضايا الإقليمية. ويتوقع المراقبون ألا تحقق المحادثات التي ستدوم يومين تقدما في علاقة إيران مع الغرب، لكنها ستسمح ربما بتحديد مواعيد لجولات جديدة من المفاوضات بين الطرفين. وكان جليلي صرح للتلفزيون الرسمي بأن بلاده لن تقدم أي تنازلات تتعلق بما أسماها «حقوقها النووية»، غير أنه أبدى استعداد طهران للتعاون مع القوى العالمية لمواجهة التحديات السياسية العالمية. وانتقد جليلي مجموعة التفاوض مع بلاده قائلا إنها «اتبعت الطريق الخاطئ» مع إيران بعد الاجتماع المشترك الذي عقد في أكتوبر 2009 بجنيف، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده. وأكد أن تلك العقوبات فشلت في تحقيق النتائج التي كانت مرجوة منها، ودعا الدول الغربية إلى وقف الضغوط على بلاده والتخلي عن «المعايير المزدوجة»، حيث تفرض عقوبات وفي الوقت نفسه تبذل الجهود للانخراط في المفاوضات. وعشية مفاوضات جنيف، قال رئيس هيئة الطاقة النووية الإيرانية ، علي أكبر صالحي، إن بلاده ستصل خلال خمس سنوات إلى الاكتفاء الذاتي في تأمين احتياجاتها من اليورانيوم. وأعلن صالحي أن بلاده أنتجت أوّل دفعة من اليورانيوم المركّز المعروف أيضا باسم (الكعكة الصفراء)، مؤكدا أن طهران ستواصل مسيرتها النووية ولن تتخلى عن حقوقها. وقال التلفزيون الإيراني إن خبراء إيرانيين سيستخدمون مسحوق مركزات اليورانيوم المنتج بالبلاد في محطة أصفهان، التي كانت في السابق تستخدم مسحوقا اشترته من جنوب أفريقيا في السبعينيات من القرن الماضي. ويستخدم مسحوق اليورانيوم المكثف، لإنتاج الغاز السداسي فلور اليورانيوم، الذي يضخ بعد ذلك في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب. في نفس السياق، طالب وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيل، إيران باستغلال الجولة الجديدة من المحادثات النووية بصورة بناءة. واعتبر فيسترفيل، في تصريحات له في برلين، أن استئناف المحادثات بعد توقف دام قرابة العام يمثل خطوة إيجابية، مؤكدا رفض بلاده لامتلاك إيران للسلاح النووي مع إقراره بحقها في الاستفادة من الطاقة النووية في المجال السلمي. وتتهم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، غير أن إيران تنفي هذه التهمة وتقول إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية منها إنتاج الطاقة الكهربائية. مطلب خليجي طالبت دول الخليج العربي بدور في المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، التي بدأت جولة جديدة منها في جنيف بين إيران ومجموعة 5+1، وذلك بعد توقف دام أكثر من عام. فقد تساءل وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد آل نهيان، عن أسباب استبعاد دول الخليج من الحوار الجاري بين طهران والقوى الست الكبرى. وقال في العاصمة البحرينية ، حيث عقد فيها مؤتمر أمن الخليج السابع المعروف بحوار المنامة، إنه يجب أن يكون لدول مجلس التعاون الخليجي دور في هذه المفاوضات. كما اقترح وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، إنشاء بنك للوقود النووي، في خطوة قد تضع الأسس للاستقرار في المنطقة وتبدد المخاوف بشأن الملف النووي الإيراني. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية، أن أمن الخليج يتحقق من خلال رؤية قادة دول المجلس الست دون اشتراطات من أي أطراف خارجية. وشدد العطية، غداة بدء أعمال القمة ال31 لقادة دول مجلس التعاون في أبوظبي، على أهمية الحوار سبيلا لحل أزمة الملف النووي الإيراني. وكان وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أكد أثناء مشاركته في منتدى حوار المنامة أن برنامج بلاده النووي لا يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة ، مشددا على أن بلاده لن تستخدم أبدا القوة ضد جيرانها المسلمين. تأتي تلك التصريحات مع وصول كبير المفاوضين الإيرانيين، سعيد جليلي، إلى جنيف للمشاركة في أول محادثات بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى منذ أكثر من عام.