يعتبر الذين أطلعوا على «أماوال أمازيغ أمسغان أو المعجم الأمازيغي الوظيفي أنه آخر معجم يصدر ليؤثت الفضاء اللغوي الأمازيغي، الذي عرف تحولات عدة منذ الإصدارات الأولى للمعاجم الأمازيغية، ماتلاها من إصدار «المعجم العربي الأمازيغي» للأستاذ محمد شفيق. وما يميز هذا العمل الذي قام به الأستاذ مبارك الأرضي هو أنه تناول حقولا معجمية وظيفية مستعملة على نطاق واسع.. وحاول الأستاذ الأرضي انطلاقا من اهتماماته الأدبية والجمعوية «الدفع بالأمازيغية الفصحى الى التداول اليومي» من خلال اختصار مسافة البحث على الناطقين بالأمازيغية وتسهيل مأمورية العثور على الكلمات والمفردات التي يُراد توظيفها. اعتمد الأستاذ مبارك الأرضي في إنجاز «المعجم الأمازيغي الوظيفي، على مراجع متنوعة منها ما أنجزه الأمازيغ المغاربة أو نظرائهم في الجزائر وفي الجامعات الغربية... كما اعتمد كذلك على الكتابات الأدبية والفنية والمنشورة في الجرائد والمجلات الأمازيغية... ويرون أن اعتماد الأستاذ الأرضي على هذه المعاجم المتنوعة لم يبرز بشكل جلي في هذا العمل... الذي تغلب عليه أمازيغية سوس... وخصوصا أمازيغية بعض القبائل فقط... وهو ما كان يجب تفاديه من أجل أمازيغية موحدة تتجاوز القبلية واللهجنة.. ما سقط فيه الأستاذ الأرضي كذلك هو اعتماده على الكلمات الأمازيغية الجديدة (نيولوجيزم) التي كان نشطاء الجمعيات الأمازيغية في مطلع الثمانينيات وبداية التسعينيات قبل صدورالمعجم العربي الأمازيغي.. وهي مفردات وألفاظ لا تحترم كثيرا قواعد استنباط الكلمات من الجذور الموجودة أو المنسية.. واعتماد الأستاذ الأرضي كذلك على بعض الترجمات التي أصدرتها بعض الجمعيات جعله يأخذ كلمات بشكل مشوه دون العودة الى بعض المناطق الأمازيغية التي ماتزال تستعمل الكلمة الأصل ف «تاوونكت» التي تعني جزئيا (الدولة) تنطق (أواناك) في جزر الكناري.. وهناك جمعيات تسمى (أواتاك) لأنها تدافع عن دولة الأمازيغ بهذه الجزر الأمازيغية.. مثال آخر (أمحاركا) عني به الأستاذ الأرضي الجندي وهو من أصل (الحْرْكة) والسلام هو أفرا وأورد الأستاذ عوضه (الوقر) وهو يعني الوقار في العربية.. العبودية هي (تيسُّومكَا) وليس تاسمكايت.. والصحافة هي (تاغامسا) وليس (تاغنسا) على أي تعتبر محاولة الأستاذ مبارك الأرضي إسهاما آخر في سيرورة تقريب الأمازيغية من المغاربة.. وبداية لإصدار المعاجم الوظيفية أو المتخصصة من أجل خدمة لغة تولد من جديد.