صدر عن مؤسسة تاوالت الثقافية معجم حيواني (فرنسي، أمازيغي، عربي) ، وهو من تآليف محمد أوسوس و يعتبر أول معجم متخصص فيه كثير من الدقة والشمول، في مجال الحيوانات، وقد بذل المؤلف فيه مجهودا منقطع النظير نهل فيه من كل التنوعات الأمازيغية، على كثرتها وشساعتها. ويهدف هذا المعجم إلى توفير المادة الخام للمهتمين والباحثين إذ يضم عددا مهما من الأسماء المتداولة، سواء ماتم جمعه ميدانيا ما لم يرد في أي قاموس مصنف أو ما تم استخلاصه من عمل مضن، تمثل في تصفح المعاجم تعقبا لكل لفظة لها صلة بالمجال المعجمي الحيواني. ويروم المؤلف بهذا القاموس أن يكون قاعدة معطيات أو منطلقا لبحث تفصيلي أكثر تدقيقا وعمقا لمن يهمه الأمر من المهتمين واللغويين والباحثين الأمازيغ، وكان بوده ارفاق كل لفظ بمناطق تداوله واصل اشتقاقه، وبعض التعليقات الاثنوغرافية والأدبية المتعلقة بتطبيقاته في الأدب من أمثال وأشعار وألغاز وحكايات. وتجدر الإشارة أن هذا العمل هو أبعد ما يكون عن المسح الكلي للمناطق الأمازيغوفونية، ولهذا يظل مجرد مقدمة تستوجب المزيد من البحث والمراجعةوجمع المادة المعجمية، وسيجد فيه القارئ لائحة تضم عددا من المفردات التي لم يتمكن المؤلف من تشخيصها او العثور لها على مقابلات باللغات الأخرى. يعتبر الرايس لحسن أوتزناغت بجنوب المغرب، حسب التقديم العام لهذا المعجم أول واضع لأضمومة شفوية من الكلمات الأمازيغية التي لهاعلاقة بمجال الحيونات خصوصا الطير منها في قصيدة مغناة معروفة باسم «تاقصيدت لاطيار» ضمنها لائحة من أسماء الطيور المعروفة باللسان المتداول في ناحية تازناخت وقد نعتها بالأضمومة لأن الشاعر المغني لم يفهمها أو يعرفها وانما اوردها في سياق ديني تقريبي. وقد ادرج ضمنها عن غير وعي أسماء لطيور خرافية مستمدة من بطون كتب التراث العربي المكتوب كالعنقاء والرخ. ويلاحظ أن مايميز الوحش والحيوان ببلاد الأمازيغ من تنوع هو ما يفسر الزخم المهم من الثروة المعجمية التي تتوفر عليها اللغة الأمازيغية في هذا المجال، والمادة المعروضة في هذا القاموس تنقسم إلى قسمين: - الرصيد المعجمي المتداول ومادة خاصة بالمعجم المولد. واعتمد المؤلف اللغة الفرنسية في مداخل هذا المعجم مع الاسم العلمي للحيوان أحيانا، فضلا عن فصيلته مشار إليها بالحروف الأولى من صيغتها الفرنسية، يليها اللفظ أو الألفاظ الأمازيغية المقابلة بالحرفين الأمازيغي تيفيناغ واللاتيني، يتبعها بعد ذلك باللفظ العربي. وقد ذيل هذا القاموس بثبت (index) يضم الأسماء الأمازيغية وإحالاتها بالأرقام لمن يبحث عن مقابل اللفظ الأمازيغي باللغتين العربية والفرنسية وأتبع بثبت بالأسماء العربية وبنفس الطريقة، لتسهيل عملية التعامل معه باللغات الثلاث. وتجب الإشارة إلى أنه لم يقع التصرف في أي اسم أمازيغي إلا في حالة تمزيغ الأسماء التي تضاف إلى البحر في سوس مثل إيلس ن إيلل (لبحر).