قال محمد شفيق، في تصريح ل"التجديد" عقب حفل تكريمه أول أمس، إن عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي كان عميدا له قبل تعيين أحمد بوكوس خلفا له، لن تظهر ثماره إلا بعد سنوات وسنوات، وأضاف أن من أهم العراقيل التي اعترضته في مهمته لما كان عميدا للمعهد هي صعوبة التعامل مع المشارب المتعددة، "لأن لكل منظاره الذي يرى به يقول شفيق سواء من داخل المدافعين عن الأمازيغية أو غيرهم، وهذا التعدد يتطلب رحابة الصبر والحلم" وتمنى أن لا تفرض الأمازيغية على المغاربة، رافعا شعار "لا إكراه في الدين ولا إكراه في الأمازيغية". وقد أجمع المشاركون في الحفل التكريمي الذي أقامه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لعميده السابق تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، أن محمد شفيق شخصية متميزة طبعت تاريخ العمل التعليمي والأكاديمي بالمغرب. وقال أحمد بوكوس، العميد الجديد للمعهد، إن سلفه شخصية متعددة الأبعاد، ساهمت في إرساء الأسس الإدارية والقانونية لهذه المؤسسة الوطنية. وأبرز مزيان بلفقيه، مستشار صاحب الجلالة، جوانب متميزة في مسار حياة الأستاذ محمد شفيق، وتمنى أن يواصل المعهد عمله في ثبات. أما الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، حسن أوريد، فقد ركز في كلمته بالمناسبة على أن محمد شفيق كان دائما يحذر من هوس العرقية والطائفية، وأضاف أوريد أن المغرب بالإعلان عن إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية شهد ثورة ثقافية هادئة، حيث أقر صاحب الجلالة بالتنوع الثقافي للمغرب، وأضاف الناطق الرسمي باسم القصر الملكي أن شفيق كان عميدا للثقافة الأمازيغية حتى قبل أن يعلن جلالة الملك عن تأسيس المعهد الملكي. ولم تخرج كلمات كل من أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة وممثل إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمدير العلمي لأكاديمية المملكة عن السياق نفسه، حيث ذكرت بأهم مناقب محمد شفيق. محمد أعماري محمد شفيق في سطور ولد محمد شفيق سنة 1926 بقبيلة أيت سادن في الأطلس المتوسط، درس بثانوية أزرو ثم ثانوية مولاي يوسف بالرباط في بداية الأربعينيات، ثم ولج سلك التدريس، فكان له السبق في إنشاء أول أقسام الفتيات في بادية تيسا، ثم من التدريس ارتقى إلى سلك التفتيش، أوكل له الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله مهمة إدارة المدرسة المولوية، ودعم ترشيحه لعضوية أكاديمية المملكة، عين سنة 1970 نائبا لكاتب الدولة في التعليم الثانوي والتقني والعالي وتكوين الأطر، ثم كاتبا للدولة لدى الوزير الأول، ثم مكلفا بمهمة لدى الديوان الملكي. بادر سنة 1999 إلى إصدار ما عرف في الساحة الثقافية الأمازيغية المغربية بالبيان الأمازيغي، الذي دعا إلى الاعتراف الرسمي بأمازيغية المغرب، ووقعه العديد من الناشطين الأمازيغيين. عين سنة 2001 عميدا للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. حصل في سنة 2002 على جائزة الأمير كلاوس بهولندا للثقافة والتنمية، وعين سنة 2003 عضوا بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. له مؤلفات عديدة منها: المعجم العربي الأمازيغي، أربعة وأربعون درسا في اللغة الأمازيغية، لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغ، عبقرية اللغة الأمازيغية، الدارجة المغربية: مجال توارد بين الأمازيغية والعربية، اللغة الأمازيغية: بنيتها اللسانية.