الحرب القذرة التي ارتضى الحزب الشعبي الإسباني شنها ضد بلادنا من منطلق فكر استعماري محض،ليست جديدة،ولن تكون الأخيرة في إطار سياسة عدائية تتميز بالحقد الدفين لهذا الحزب الاستعماري،الذي وجدت فيه الجزائر وصنيعتها من المرتزقة درعا للتزييف المكشوف للوقائع سواء تلك التي على الأرض،أو التي تدخل في إطار المعطيات التاريخية الغير قابلة للجدل مثل إستمرار احتلال مدينتي سبتة ومليلية. الرد الشعبي و الرسمي المغربي كان في لحظة الحدث،وبالقوة الضرورية لتذكير الحزب الشعبي الاستعماري الإسباني بأنه لا يمكنه مع حلفائه من اليمين المتطرف الأوروبي، ومن يدور في فلكهم، أن يجعل السيادة الوطنية المغربية مطية لانتخابات داخلية، التي لا نحتاج إلى أن نذكر أنها يجب أن تتوجه لاهتمامات الشعب الإسباني الداخلية،و البحث عن أسس بناء علاقات متميزة مع المغرب كجار إستراتيجي أمنيا واقتصاديا لاسبانيا،عوض البحث عن توريط إسبانيا في متاهات حتما ستكون خاسرة في نتائجها بكل تأكيد أمام إصرار شعب موحد الرؤيا و الأهداف في قضاياه السيادية الأساسية. برلمان الإتحاد الأوروبي الذي ساير منطق الحزب الشعبي الاستعماري الإسباني،أخطأ الطريق،ووضع نفسه في ورطة حقيقية في نظرته لمفاهيم الحقوق و الحريات من خلال ما يجري في الكثير من مناطق العالم التي لم يحرك هذا البرلمان اتجاهها ساكنا،ومن ضمنها الممارسات البشعة للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله،وشيوخه، ونسائه، وشبابه،وأيضا المجازر الكبرى التي عرفتها العراق،ومجازر المخابرات العسكرية الجزائرية ضد أبناء الشعب الجزائري الشقيق،وإشرافها المباشر على إستمرار معاناة أبنائنا المحتجزين في تندوف،والحملات العنصرية المقيتة ضد الجاليات المغاربية ببعض دول أوروبا،ومن ضمنها جاليتنا المغربية التي تشكل رقما مهما في بناء الإقتصاد الأوروبي،وغيرها من الحقائق التي تجعل من موقف برلمان الإتحاد الأوروبي موقفا عدائيا مجانيا ضد بلادنا،وعملا سياسيا تطغى عليه نزعة الهواية، عوض منطق الرزانة و التعقل. ولا شك أن قرار البرلمان الأوروبي الذي جددت بلادنا على لسان الوزير الأول الأمين العم لحزب الإستقلال الأستاذ عباس الفاسي،ومجموع القوى السياسية المغربية أنه لا يعنينا،ستكون له تبعاته وانعكاساته على العلاقات المغربية الأوروبية في ظل سيطرة اليمين المتطرف بقيادة الحزب الشعبي الاستعماري الإسباني على دواليبه. إننا كمغاربة وجهنا للعالم رسائل واضحة منذ المسيرة الخضراء المظفرة،وأكدناها من خلال المسيرات، و الوقفات الاحتجاجية، لأبنائنا في كل ربوع العالم، بأن الصحراء مغربية وستبقى مغربية إلى الأبد،وهو التأكيد الذي جدده بإصرار شعبنا في مسيرته الأخيرة بالدار البيضاء يوم الأحد الماضي،تجديد يرفض المس بمقومات سيادتنا الوطنية،تجديد يرفض منطق الاستعمار الجديد و القديم،تجديد يدين إستمرار العقلية الاستعمارية لدى طائفة من ساسة إسبانيا وبعض الأدوات الأخرى في أوروبا،تجديد يعلن أن أمنا الأرض،التي سقتها دماء الشهداء الطاهرة،وأننا جميعا مستعدون للشهادة مرة أخرى في سبيل أن تظل أمنا الأرض شامخة شموخ تاريخ هذا الوطن،الذي لقن كل فلول الاستعمار دروسا لن تنسى في الدفاع عن ترابه،وهويته،ومقدساته،ذلك التاريخ الذي لا يمكن لساسة الحزب الشعبي الاستعماري الإسباني ،ولا لأذنابه،أو سادتهم ممن يغدقون عليهم العطاء،أن يلطخوه بمؤامرات قادرون على التصدي لها،كما أننا قادرون على إن نضعهم في اختبار حقوق الإنسان بمناطقهم،قبل أن يقدموها كدروس لغيرهم،إنه منطق المعاملة بالمثل. [email protected]