السيد راخوي: إن طموحكم في الوصول إلى رئاسة الحكومة الإسبانية وفوز حزبكم في الانتخابات التشريعية المقبلة ، حتما لن يمر على ظهر التشهير بالمغرب والمس بمصالحه العليا ، وأن الكذب على العالم والشعب الإسباني ليس حرفة جديدة عليكم ، فقد كان سقوط حزبكم المريع سنة 2004 نتيجة كذبة سلفكم أثنار، حفيد جنرالات المرحلة الفرنكاوية عندما أراد تغليط الرأي العام الإسباني بنسب تفجيرات مدريد لمنظمة إيتا ، وهو يعلم الحقيقة التي لم تكن سوى تورط القاعدة "جزاءا" منها لدخول أثنار على خط الرئيس الأمريكي جورج بوش في إحتلاله لأفغانستان والعراق ، فما كان من الشعب الإسباني سوى إنزال عقوبة شديدة بحزبكم وجعله على هامش سلطة القرار في مدريد ... لا أدري هل أنتم في حاجة للتذكير بأن المغرب ليس وشاحا أحمر منصوب في ساحة للكوريدا في مدريد ، لتُدمنوا " نطحه " كما أدمنتم منذ سنين في طقس يخجل منه العالم ، المغرب عصي على أن يتحول إلى ملهاة تدغدغها أحلامكم المريضة ونزعتكم الديكتاتورية التي ينجح المغاربة دائما في إيقاظها ، أنتم الذين تعتقدون أنه صار بإمكانكم تقديم الدروس في الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان التي مرغها أسلافكم في الوحل بارتكاب مجازر وحرب إبادة في الريف المغربي ، والغازات السامة والأسلحة الكيماوية التي استعملتم لتركيع المغاربة ،لازالت آثارها إلى اليوم في صورة أمراض السرطان التي يحملها عدد كبير من أبناء شعبنا في الريف... عليكم أن تخجلوا السيد راخوي. السيد راخوي: كنا نعتقد أن النخب الاسبانية قد تشبعت فعلا بالديمقراطية وقطعت مع الإرث الاستعماري وتجاوزت عقد الأندلس والحكم الإسلامي لإسبانيا على امتداد 500 سنة ، وأن الانتخابات التي أنتم مقبلون عليها ، يحتاج فيها الشعب الاسباني أجوبة واقتراحات عملية للخروج بإسبانيا من تداعيات الأزمة المالية التي فضحت واقع اقتصادكم الذي لا يزال يعيش على صدقات الإتحاد الأوربي ، ويواجه منافسة جدية من جاركم الجنوبي كان من الممكن أن تكون تكاملا وتعاونا يخدم مصلحة الشعبين ...السيد راخوي كم نفتقد في هذه الظروف العصيبة رجلا في حكمة فليبي غونزاليس ونتفاءل بما أبداه إلى اليوم السيد زباتيرو من كياسة وروية وبعد نظر ، ولو أنني على يقين أنه لو كنتم في موقع المسؤولية لكانت مواقفكم مختلفة عما ترشحون به اليوم ..وهنا إسمحوا لي أن أسجل بمرارة أن رجال الدولة أصبحوا عملة نادرة في بلدكم لأن مصالح الشعوب لا تقاس بالمواقع التي يحتلها كل حزب ، واللجوء إلى دغدغة المشاعر والتغليط هو تعبير عن تردي العديد من القيم الأخلاقية والسياسية وتقيلد سيء لما يجري في بلدان غارقة في التخلف وتعاني نقصا في المناعة الديمقراطية . السيد راخوي : لقد كان سلفكم أثنار ديكتاتورا صغيرا فقد طريقه في التاريخ وما كان منه سوى أن يخرج من بابه الصغير ، لكن أن تظلوا رهيني خطاطاته المريضة وأن تسيروا في ظله وتقعون في كماشة تياره المتطرف كما فعلتم في زيارتكم لمليلية ردا على زيارته المستفزة لها ، يوضح أنكم شخص فاقد للموهبة ويغلب عليكم رد الفعل بدل تقديم أنفسكم كرجل دولة يستحق أن يكون في موقع الشريك المقبل للمغرب ...المغرب اليوم ماضي في تحقيق عدد من المكتسبات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية ، وهو كما كان دائما جبهة موحدة في ما يتعلق بقضيته المصيرية ، وليس لكم سوى أن تختاروا بين المغرب أو الفراغ ...ولعب ورقة المغرب في انتخاباتكم الداخلية قد تكون ورقة حارقة لكم وقاضية على طموحاتكم السياسية التي مع الأسف تدبرونها كأي سياسي مبتدأ في بلد من بلدان العالم الثالث . [email protected]