دعا وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية، السيد أحمد توفيق احجيرة، يوم الأربعاء ببماكو، إلى إرساء تعاون جنوب-جنوب في مجال التنمية الحضرية من خلال شبكة للوكالات الحضرية بالمملكة التي راكمت خبرة واسعة في هذا القطاع. وأشار السيد احجيرة في مداخلة خلال أشغال الدورة الثالثة لمؤتمر الوزراء الأفارقة للإسكان والتنمية الحضرية، الذي يعد مؤسسة تابعة لمنظمة الأممالمتحدة للإسكان، إلى أن المغرب مستعد للتعاون في هذا المجال في إطار جنوب-جنوب من خلال شبكته التي تضم 26 وكالة حضرية راكمت خبرة واسعة في مجالات التخطيط الحضري وضبط الوعاء العقاري والإنعاش الحضري. واستعرض السيد احجيرة بالمناسبة التقدم الذي حققه المغرب في مجال التنمية الحضرية، طبقا للتوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرز في هذا الصدد، أنه في غضون قرن من الزمن انتقل سكان المغرب من ثلاثة ملايين إلى ثلاثين مليون نسمة ومعدل التعمير من 8 في المائة إلى أزيد من 50 في المائة، موضحا أنه من المرتقب أن تحتضن مدن المملكة سنويا ما يقرب من 600 ألف ساكن جديد، وهو ما يتطلب توفير حاجيات في حدود 150 ألف سكن و 250 ألف منصب شغل. وأمام هذا الضغط، يضيف الوزير، وضع المغرب استراتيجية للتنمية الحضرية ترمي إلى تقليص الفجوة الحضرية وتمكين شرائح واسعة من السكان من الحصول على سكن لائق، من خلال الولوج إلى البنيات التحتية والخدمات الأساسية. واستعرض السيد احجيرة المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية المتمثلة على الخصوص في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف إلى وضع العنصر البشري في صلب مسلسل التنمية الإجتماعية وتهيئة المجال الترابي مع الحرص على توفير أفضل توزيع للعنصر البشري والأنشطة والموارد على مجموع التراب. وأوضح أن الأمر يتعلق أيضا بالتحكم في التعمير الذي بلغت نسبة تغطية وثائقه إلى حد الآن 80 بالمائة، والقضاء على السكن غير اللائق لتحسين ظروف عيش حوالي 6ر1 مليون شخص يتوزعون على 83 مدينة من مدن المملكة، علاوة على برنامج السكن الاجتماعي لتطوير عرض متنوع موجه للاستجابة للحاجيات من السكن في الصنفين الإجتماعي الموجه لذوي الدخل الضغيف والمتوسط. وفي هذا السياق، أشار السيد احجيرة إلى أن المغرب تمكن منذ سنة 2005 من تحقيق هدفه المتمثل في انتاج 100 ألف سكن اجتماعي سنويا. كما تطرق السيد احجيرة إلى سياسة المدن الجديدة التي تبلورت من خلال برنامج طموح يروم إعادة تنظيم المجال الحضري والتحكم في تنمية المدار الحضري والاستجابة للطلب على السكن والتجهيزات وتوفير أنماط هندسية جديدة ومواكبة للتعمير المستدام. وقال السيد احجيرة إنه بالرغم من مظاهر التقدم والأداءات الكبرى التي تم تسجيلها فإن هناك بعض التحديات التي يتعين رفعها، مشيرا في هذا الصدد إلى النمو الديمغرافي والحضري القوي الذي يقود إلى نقص معتبر في السكن، وصعوبة التوفيق بين الإنتاج الكمي والإنتاج الكيفي في مجال السكن، وصعوبة التحكم في التوسع ضواحي المدن في إطار تجانس بين ما هو قروي وما هو حضري. ومن ضمن هذه التحديات أيضا، هناك إحداث مناطق جديدة للأنشطة قصد القضاء على البطالة في صفوف الشباب، وتحديث أنظمة وسائل النقل الحضري قصد حل مشاكل التنقل، وتعميم التطهير ومعالجات النفايات قصد توفير بيئة سليمة، والبحث عن النجاعة الطاقية في البناء وتحسين نظام الحكامة المحلية. وفي ما يتعلق بلقاء باماكو، أشاد الوزير باعتماد إعلان باماكو ومخطط العمل للسنتين المقبلتين، مشيرا إلى أن إعلان باماكو جاء في مستوى تحديات القارة في عالم تتزايد فيه وتيرة التعمير التي يكمن أحد رهاناته الكبرى في المسألة العقارية، وعلاقتها بالمدنية المندمجة والتقليص من نسبة الفقر. يذكر أنه تم يوم الثلاثاء انتخاب المغرب لسنتين نائبا أول لرئيس مؤتمر الوزراء الأفارقة للإسكان والتنمية الحضرية، الذي يعد مؤسسة تابعة لمنظمة الأممالمتحدة للإسكان. وكان السيد احجيرة أجرى أول أمس الثلاثاء مباحثات مع السيد جوان كلوس.المدير التنفيدي لمنظمة الأممالمتحدة للإسكان المكلف بالمرافق الإنسانية وسياسات التنمية الحضرية الذي أشاد، بهذه المناسبة، بالخطوات الجبارة التي قطعها المغرب في المجال الاجتماعي وخاصة ما يتعلق بتشجيع السكن الاجتماعي ومحاربة السكن غير اللائق. وتمحورت أشغال هذا اللقاء المنظم حول موضوع "العقار في سياق التعمير المستدام". حول تبادل التجارب حول السياسات العمومية الإفريقية في مجال السكن بغية إدماج بعد الاستدامة في مسلسل إنتاج السكن وتحسين إطار البناء.