تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الحرب على أفغانستان بالنقد والتحليل، وأشارت إلى أن اللعبة النهائية للحرب قد بدأت للتو، مضيفة أن معظم الدعم المالي الأميركي يذهب إلى جيوب حركة طالبان، وأن الإستراتيجية الأميركية من شأنها دفع الناس البائسين للانضمام إلى الحركة. وقالت الصحيفة في تعليق لها إنه بعد مرور تسع سنوات من الحرب على أفغانستان، فإن اللعبة النهائية في البلاد قد بدأت للتو، مشيرة إلى محاولات إبرام صفقة سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، ومتسائلة عن الزمن الذي يمكن فيه للعبة النهائية أن تنتهي، وإلى أين سينتهي المطاف بالحرب برمتها؟ وكان قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، قد أدلى بتصريحات تتمثل في قوله إن قوات الحلف سهلت دخول قادة من طالبان إلى العاصمة الأفغانية، كابول، لإجراء مفاوضات مع حكومة الرئيس حامد كرزاي. وأضافت أن القوات الأميركية وقوات الناتو تشن في نفس اللحظة هجمات قاسية ضد طالبان، مما يدلل على أن القادة العسكريين الأميركيين يسعون إلى الضغط على قادة الحركة من أجل حثهم على عقد صفقة سلام في البلاد التي مزقتها الحرب. وبينما تشير معظم الدلائل الأولية في أفغانستان إلى كون الأمور في البلاد تجري لصالح طالبان، تضيف الصحيفة أنه ينبغي للأميركيين إعادة مراجعة إستراتيجية الحرب برمتها. وأوضحت أنه لا أحد يعرف ما إذا كانت واشنطن ستنجح في تشجيع وحث جميع قادة طالبان على إجراء المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، مضيفة أنه لا أحد يعرف أيضا ما إذا كان بإمكان الأميركيين والحكومة الأفغانية عقد صفقات مع بعض القادة من طالبان بشكل منفرد. وعلى صعيد متصل أشارت« نيويورك تايمز» إلى أن القوات الأميركية في جنوبأفغانستان تواجه مواطنين بائسين بعدما دمرت الحرب محاصيلهم وخربت أراضيهم وأفقدتهم الأمل في العيش الكريم. وبينما غادر معظم الأفغان مناطق سكناهم وأماكن عيشهم في مدن وبلدات وقرى الجنوب، يقول بعض الباقين إنهم باتوا محصورين بين سندان القوات الأميركية ومطرقة طالبان، وإنهم يعانون جراء تعرض ممتلكاتهم للدمار دون أن يعوضهم أحد عن الخسائر التي تكبدوها. أما الكاتب الأميركي، نيكولاس كريستوف، فيذكر في مقال نشرته له «نيويورك تايمز» أنه عندما يدعم دافع الضرائب الأميركي حركة طالبان من حيث يدري أو لا يدري، فإنه يتوجب مراجعة الإستراتيجية الأميركية للحرب على أفغانستان برمتها. ويوضح كريستوف أنه بينما تذهب معظم الأموال التي ينفقها المقاولون الأميركيون في أفغانستان إلى جيوب طالبان بشكل مباشر أو غير مباشر، يلوح مئات الرجال في هلمند بالانضمام إلى طالبان في ظل البؤس الذي يعيشونه بسبب الحرب. ويضيف أن الكثير من الأفغان يفضلون الروس على الأميركيين، ويقولون إن الأميركيين أقاموا بعض المشاريع التنموية في البلاد، لكن الروس أقاموا فيها مشاريع أكثر. ويختم الكاتب بالقول إنه زار أفغانستان، وإن مائة صورة ترتسم في دماغه بعد الزيارة، وخلاصتها تتمثل في كون الإستراتيجية الأميركية في الحرب الأفغانية غير قابلة للاستمرار وغير ناجعة، في ظل الدعم الأميركي لما وصفها بالحكومة الأفغانية الفاسدة التي تجعل الناس يتوجهون إلى طالبان في نهاية المطاف.