سادت أجواء الهلع في عدد من العواصمالغربية بسبب ما أصبح يعرف ب"أزمة الطرود المفخخة"، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني ، ديفد كاميرون ، إلى هزيمة ما وصفه بسرطان الإرهاب في شبه الجزيرة العربية، وأرسلت الولاياتالمتحدة وفدا إلى اليمن لتعزيز إجراءات التفتيش. وبعدما ترأس اجتماع لجنة التخطيط للحالات الطارئة، تحدث كاميرون أمام مجلس العموم البريطاني وقال إن "حقيقة أن القنبلة جرى حملها عبر طائرة شحن من اليمن إلى الإمارات ثم إلى ألمانيا وبريطانيا في طريقها إلى الولاياتالمتحدة، تُظهر اهتمام العالم كله بالعمل معًا للتعامل مع هذا الأمر". وأضاف كاميرون أن "التهديد من شبه الجزيرة العربية واليمن على وجه الخصوص تنامى وصار يملي علينا اتخاذ كل الخطوات الممكنة في العمل مع شركائنا في العالم العربي لاستئصال سرطان الإرهاب المتربص في شبه الجزيرة العربية". من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان البريطانية، ديفد ريتشاردز ، إنّ اليمن "يجب ألاّ يصبح أفغانستان جديدة"، مستبعدا فرضية أيّ تدخل عسكري فيه. أما وزيرة الداخلية البريطانية ، تريزا ماي، فقد أصدرت قرارا بحظر حمل أسطوانات حبر الطابعات في حقائب المسافرين، مع تمديد حظر الشحن الجوي للبضائع غير المصاحبة القادمة إلى بريطانيا من اليمن والصومال. وقالت ماي في بيان أمام البرلمان، إن الحظر دخل حيز التنفيذ ، وهو إجراء احترازي استند إلى اتصالات محتملة بين تنظيم القاعدة في اليمن والجماعات الإرهابية في الصومال، فضلاً عن القلق بشأن أمن المطار في مقديشيو. في الوقت نفسه، قالت الوزيرة إنه لا توجد حاليا أي معلومات تشير إلى أن هجومًا آخر من هذا النوع من قبل «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بات وشيكًا، لكن هذه المنظمة نشطة للغاية وهاجمت هذا العام أهدافًا في اليمن، وحاولت قتل دبلوماسيين بريطانيين في صنعاء، ولا تزال تخطط لتنفيذ هجمات أخرى في المنطقة، ولا سيما ضد السعودية. وكانت السلطات البريطانية قد عثرت في مطار محلي على قنبلة داخل طرد بريدي يحوي أسطوانة حبر طابعة، وعثر على طرد مشابه في مطار دبي يوم الجمعة الماضي. وأعلن مسؤولون بريطانيون أن نجاحهم في اكتشاف الطرد الملغوم جاء نتيجة معلومات قدمها العضو السابق في تنظيم القاعدة ، جابر الفيفي، الذي سلّم نفسه للسلطات السعودية قبل أسبوعين. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الطردين الملغمين كانا مرسلين من اليمن إلى معبدين يهوديين في شيكاغو. وأعلنت الإدارة الأميركية لأمن وسائل النقل أنها أرسلت إلى اليمن خبراء مكلفين بالمساعدة في تعزيز إجراءات التفتيش أثناء تحميل طائرات الشحن المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة، علما بأن اليمن أعلن بدوره عن تطبيق أساليب تفتيش غير اعتيادية على الشحنات الصادرة من مطاراته. كما وزعت الشرطة اليمنية صورا للمشتبه فيه الرئيسي في قضية الطرود المفخخة ، ويدعى إبراهيم حسن عسيري، وقال مسؤول عسكري أميركي إن السلطات تشتبه في عسيري لخبرته في مجال صنع المتفجرات. وبدا أن قضية الطرود تأخذ أبعادا جديدة، حيث قالت الشرطة اليونانية إنّ أحد الطرود التي ضبطتها كان موجّها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لكنها استبعدت ضلوع تنظيم القاعدة في هذه العملية ، ورجحت أن يكون متمرّدون يساريون وراء ذلك. وكان انفجار طرد مفخّخ في شركة البريد السريع قد أدى إلى إصابة موظّف بجروح، كما تمكّنت وحدة تفكيك القنابل من إبطال مفعول طرد مفخّخ آخر. وقد اعتقلت الشرطة اليونانية شخصين في وسط العاصمة ، أثينا للاشتباه فيهما، وتعتقد أنّ الرجلين ينتميان إلى ما يعرف باسم التيار اليساري المتطرّف أو الفوضوي. وأعلن وزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، أنه بعد اكتشاف الطرود المفخخة ، ستكثف إيطاليا مراقبة الطائرات التي تهبط في مطاراتها وعلى وجه الخصوص تلك القادمة من دول من الشرق الأوسط. وأوضح أن حالة الإنذار لا تعني إيطاليا ، باعتبار أنها ليست بلد عبور لتلك الطرود المرسلة إلى الولاياتالمتحدة، لكنه قال "لقد رفعنا من مستويات الحذر في المطارات". وكانت ألمانيا قد اتخذت بالفعل إجراءات عملية جاء في مقدمتها تمديد الحظر المفروض على الطرود المرسلة جوا من اليمن. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ، شتيفن زايبرت، إن السلطات المعنية تبحث تمديد حظر الطرود القادمة من اليمن ومن دول أخرى أيضا، مشيرا إلى بحث التوصل إلى إجراءات موسعة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في هذا الصدد. وأعلن وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايزيير، أنه "اعتبارا من الآن لن يصل أي طرد من اليمن إلى ألمانيا". كما أعلنت وزارة النقل الألمانية عن صدور أوامر لكل شركات الطيران وشركات البريد السريع ومجموعات أخرى بالمراقبة الكاملة حتى إشعار آخر للطرود الموجودة والمودعة المرسلة من اليمن.