ولو أنني من غير المواظبين على تتبع البرامج التلفزية بقناتيها، إلا أنني حاولت عن قصد تتبع برنامج «الخيط الأبيض» لمعدته ومقدمته السيدة نسيمة الحر، التي تعتبر من الكفاءات الجيدة التي تتوفر عليها القناة الثانية، وقد لاحظت أن البرنامج بدأ كلجنة للمساعي الحميدة لمد جسور التقارب والحوار بين أسر وأشخاص وقع بينهم سوء تفاهم بسيط، فبعدت بينهم شقة التواصل، وقطعوا صلة القرابة والرحم بينهم، إلا أن البرنامج سار في خط تصاعدي بغزوه واقتحامه لصراعات لم يستطع القضاء أن يحسم فيها، ولا السلطات بقوتها وثقلها أن تحلها، وخاصة إذا تعلق الأمر بمشاكل العقارب بكل أنواعه. الذي تمتلىء رفوف المحاكم المغربية به، دون أن يعرف السبيل إلى تصفيته، كما أن الأراضي السلالية مشكل تتخبط فيه كل المناطق المغربية، باستحواذ فئة عريضة عليها، واقصاء الآخرين، وعدم انصاف ذوي الحقوق، يحدث هذا وسلطة الوصاية تتفرج كأن الموضوع لا يعنيها، بل إنها تبارك بعض التجاوزات بالسكوت، أو الحياد السلبي، والملاحظ أن بعض ممن أدرجوا في برنامج «الخيط الأبيض» لم يكن يهمهم سوى الظهور على شاشة التلفزة، حتى إذا اختفت الكاميرا عادوا إلى حياتهم الأولى، وهناك من يبدي تعنتا ويرفض كل الحلول وحتى وهو في «البلاطو» وكيف به إذا رجع إلى بيته؟ من المشاكل مامر عليها زمن طويل جدا، ومنها مشاكل اجتماعية يستعصى أو يستحيل حلها، فكيف تستطيع الأخت نسيمة أن تصلح ما لم يستطع القضاء والسلطات إصلاحه؟ وإذا كان العكس فكل المتقاضين سيعوضون المحاكم باستوديو القناة ، أو يصبح مقر القناة هو سلطة الوصاية.