صادقت لجنة وزارية لشؤون سن القوانين بإسرائيل على مشروع قرار يقضي بإعلان القدس منطقة أولى بالرعاية الاجتماعية والتعليمية والبناء بما في ذلك القدسالشرقية، مما يعزز المساعي لتهويد المدينةالمحتلة. ويهدف مشروع القانون الذي قدمه عضو الكنيست، أوري أريئيل، من كتلة الاتحاد الوطني اليمينية المتطرفة ، إلى محاربة الهجرة السلبية من القدس، وتصعيد الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة. وينص مشروع القانون على منح امتيازات في مجال السكن، وإعفاء من الضرائب بنسب عالية. ويتوقع أن يتم طرح مشروع القانون على الكنيست في الفترة القريبة. علما بأن 45 عضوا فيه من أحزاب التحالف وحزب كاديما والوحدة القومية من المعارضة، أعلنوا تأييدهم للمشروع. ويرى أريئيل أن إقرار المشروع سيؤدي إلى إحداث تغيير في الميزان الديمغرافي ( لصالح اليهود) يالقدس، معربا عن أمله بأن يؤدي إلى أعمال بناء واسعة فيما سماها "عاصمة إسرائيل". أما العضو العربي بالكنيست، أحمد الطيبي، فيقول إن "الجزء الشرقي من القدس هو قلب المناطق المحتلة، ولذلك فإن قرار اللجنة الوزارية يكرس هذا الاحتلال". وأضاف أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو هي حكومة استيطان وتوسع، ولا يمكن التوصل إلى تسوية معها، على حد تعبيره. من جانبه ، وصف رئيس كتلة ميريتس حاييم أورون، قرار اللجنة بأنه "قرار نحن في غنى عنه، واتخذ في توقيت سيئ". وأضاف أن الطريق للتعاطي مع وضع القدس الاقتصادي والاجتماعي السيئ "لا تمر عبر تهويد شرق المدينة أو إطلاق التصريحات الهدامة". ويأتي هذا المشروع في ظل توقف مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب امتناع نتنياهو عن الخضوع للمطالبات الدولية بتمديد قرار تجميد الاستيطان، بينما يشترط الجانب الفلسطيني وقف الاستيطان قبل الموافقة على استئناف المحادثات. من ناحية أخرى، اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي حي البستان، الواقع في بلدة سلوان، شرق مدينة القدسالمحتلة، وحاصرت عددا من المنازل وسلمت أصحابها إخطارات وأوامر إدارية تقضي بهدم منازلهم. وأدى الاقتحام إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وقال عضو "لجنة الدفاع عن سلوان" فخري أبو دياب إن قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال اقتحمت حي البستان من جهته الشمالية التي تبعد عن المسجد الأقصى مسافة تتراوح بين مائة و150 مترا هوائيا. وأشار أبو دياب إلى أن أجواء شديدة التوتر تسود حاليا سلوان، في ظل إقدام قوات الاحتلال على إغلاق الشارع الرئيسي، ووصول المزيد من التعزيزات العسكرية الإسرائيلية إلى المنطقة. كما كشف أن الطواقم العسكرية التابعة لبلدية القدسالمحتلة قامت بمسح المنطقة بعدما اقتحمت الشوارع والأزقة. بدورها أكدت مصادر فلسطينية اقتحام حي البستان جنوب المسجد الأقصى بقوات مدعومة بوحدات خاصة وشرطة ومستعربين، مؤكدة أن سلطات الاحتلال وزعت الأيام الأخيرة أوامر هدم بحق مئات المنازل الفلسطينية بنفس المنطقة. وأشارت نفس المصادر إلى قيام طواقم التفتيش في بلدية القدسالمحتلة بتوزيع أكثر من 231 أمر هدم جديد بالقرى والأحياء المقدسية (سلوان والبستان وأحياء شعفاط وبيت حنينا والعيسوية ووادي الدم ومنطقة الرأس في أراضي وادي الجوز). وقالت المصادر الفلسطينية إن السكان رفضوا تسلم أوامر الهدم هذه، في حين ذكرت مصادر أخرى أن مراقبين تابعين لبلدية القدس وزعوا إخطارات بهدم أربعة بيوت لمواطنين فلسطينيين بحي سلوان، يرافقهم العشرات من أفراد الشرطة الذين اشتبكوا مع أهالي الحي الفلسطيني وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على السكان. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مخطط لهدم 22 بيتا فلسطينيا بحي البستان من أجل إقامة حديقة توراتية للمستوطنين. وقالت إن المخطط يلقى معارضة شديدة من جانب السكان الفلسطينيين، كما أن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية عبرت عن معارضتها، لكن لجان التخطيط والبناء الإسرائيلية صادقت عليه.