ونحن في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر الذي يتسم بالعديد من الدخولات السياسية والاقتصادية والدراسية والرياضية، أي إنطلاق المواسم الجديدة في العديد من القطاعات الحيوية التي لها ارتباط بالسير العام في بلادنا، نسجل حتى الآن صمت قنواتنا التلفزية عن تقديم شبكة برامجها الجديدة لهذا الموسم كما اعتدنا ذلك في السنوات الماضية والتي كان فيها المشاهدون أيام البث بالأسود والأبيض وحقبة من البث بالألوان يتطلعون إلى بداية كل خريف لمعرفة الجديد بالتلفزة المغربية أي القناة الأولى وحتى لما أحدثت القناة الثانية سارت على نفس النهج، إلا أن التخلي عن هذا التقليد أصبح مثار تساؤلات المشاهدين المهتمين بالشأن التلفزي من الصحفيين والنقاد وحتى من يكتبون عن العمل التلفزي من القراء المتتبعين لما يقدم من برامج، وكلامنا عن الشبكة الجديدة من البرامج بمناسبة الدخول الخريفي مرده إلى التأخير عن الإعلان عنها والذي تحول إلى صمت حتى الآن بفعل الإرهاق الذي طال عيون النظارة المغاربة داخل وخارج الوطن من جراء تكرار بث الأفلام والمسلسلات والسهرات الفنية التي عبر عن تكرارها المفضوح أكثر من مشاهد بأن النظارة حفظوها عن ظهر قلب من فرط إعادة بثها من حين لآخر مما يرغمهم على ترك القناتين الأولى والثانية للبحث عن قنوات خارجية يجدون فيها ضالتهم ببرامج جديدة متطورة الأفكار والمواضيع المختلفة من دراما وتسلية وثقافة ورياضة وفن وتوثيق وتاريخ وما إلى ذلك، أي أن المشاهد يجد أمامه أطباقاً شهية يحتار في الاختيار بينها وحتى لما يشده الحنين للقنوات المغربية يجد نفسه أمام التكرار المتواصل. على أي حال هذه إشارات كان لابد منها، والكل في إنتظار لشبكة البرامج الجديدة التي نأمل أن يكون التأخير عن إعلانها يخفي مفاجآت سارة للمشاهدين المغاربة الذين يحبذون تفضيل تتبع برامج قنواتهم ولكن (الغالب الله) وهم يلمسون أن هذا الإحساس لا يجد تجاوباً من المسؤولين عن شبكات البرامج التي لا تحتاج سوى للإجتهاد والتنويع والإقتراب من واقعهم وأذواقهم على جميع المستويات.