تعودنا على سماع صباح كمشة من (الحياحة!) في هذا الملعب أو ذاك، وهم يتفوهون بكلمات نابية، تخدش الحياء العام، وتثير لدى سامعيها، التقزز، والنفور، والسخط، والإستياء، مما يضطر معها الكثير من المتفرجين، وخاصة من يتابعون المقابلات بالحضور الشخصي والميداني، أو بواسطة النقل التلفزي المباشر، إلى النفور والمقاطعة، وكره الرياضة، وخاصة الجلدة الملعونة.! إن الشغب في الميادين، وبعد المقابلات، وأحيانا قبلها، أصبح شيئا مألوفا، لدرجة أن المتتبعين من أنصار هذا الفريق أو ذاك، أصبحوا يتوقعون مسبقا، حدوث ذلك (أي الشغب) عند التقاء فرق معينة مع بعضها.. كما أن السب، والقذف، والتجريح، والنعوت الساقطة، والإتهامات الخطيرة.. تكاد هي الأخرى تتحول الى (موضة!) سائدة في جل الميادين الرياضية، وخاصة منها؛ كرة القدم، وكرة السلة أحيانا.. لكن، أن تتحول القنوات التلفزية، من خلال النقل المباشر للمقابلات الكروية، إلى (قناة!) مباشرة، لتسريب وتمرير عبارات (خانزة!)، يتفوه ويصيح بها أشخاص، ربما يتقاضون (الأجرة!) على ذلك، ويصفق لهم أحيانا، من يعتبرون أنفسهم ياحسرة! مسيرين متطفلين على الرياضة!. لن أذكر المعنيين بالأمر بنماذج من المصطلحات (الخانزة!) التي تلتقطها الكاميرات المنصوبة على بعد أمتار من (أفواه!) هؤلاء (الحياحة!)، وتنقلها للمستمعين والمشاهدين، و(تحركها!) داخل المنازل والمقاهي والمحلات العمومية، وتفرضها على العائلات والأهالي والأقارب بقوة البث المباشر.! إن تمرير هذا (المنكر!) عبر القنوات الرياضية العمومية، هي سبة في جبين كل المعنيين بموضوع الإعلام التلفزي الرسمي، وهو من يتطلب من الجهاز التقني، تحاشي هذا السلوك المنافي للأخلاق والرياضية، من خلال إبعاد أجهزة الإلتقاط الصوتي، من المواقع القريبة من (الحياحة!)، وذلك بوضع أجهزة الميكروفون، على مسافة كافية، للحيلولة دون التقاط (الكلام الخانز!) من أفواه (الكمشة!) من أصحاب القواميس اللفظية الساقطة، والذين في حقيقة الأمر، يسيئون لفريق المدينة، ولساكنتها، وللرياضة والرياضيين عموما.. وحتى نعطي لكل ذي حق حقه، فإن جنود الخفاء؛ من واصفين رياضيين، وتقنيين، وكاميراتيين، الذين ينقلون المقابلات الرياضية في ظروف قاسية، ومتعبة، وشاقة ومهينة أحيانا، يستحقون من الرأي العام الرياضي، التنويه والتقدير، مع التحفيز المادي، والحماية المهنية والبدنية..