حقيقة يندهش المرء أيما اندهاش عندما تلتقط عيناه سلوكات وتصرفات باتت تشكل جزءا بنيويا من شخصية الإنسان المغربي. تصرفات تشاهد يوميا وتثير اشمئزاز و تقزز من تصادفت عيناه مع تلك المناظر المشينة . "" و أنت تتجول في الزقاق أوالشارع أوحتى وسط الأحباب و الأصدقاء، في المنازل والمكاتب و الملتقيات ، تثيرك حركات شخص و قد امتدت يداه دون حياء أوحشمة إلى عضوه التناسلي يحكه هو أو أطرافه في منظر بشع للغاية ، يحيل إلى ما تقترفه بعض الحيوانات في حق جسمها وما تختزنه من حشرات وميكروبات و وساخ...... ينتهي هذا الأخ المغربي من فعلته، فتبصر آخرا وقد أدار يده نحو مؤخرته التي قد تكون تلهبه فيزيدها التهابا من فرط ما تغرسه يده ، على مرئ و مسمع من النظارة الكرام أعزهم الله. لا يكاد المواطن أن يتمم خطواته إلا و سيصادف مثل هذه النماذج الغريبة على مجتمعنا الأصيل ، المداوم على الاتزان و الإنضباط ، الحريص على النظافة و النقاء و الاستقامة وتجنب كل ما من شأنه أن يثير غيره أوأن يلصق بنفسه أوصافا دنيئة وخبيثة ... الأمر مع الأسف لا يقف عند هذا الحد فقط ، بل قد تلحظ " مواطنا" ينبش في أنفه نبشا عبر أصبع من أصابعه المتأهبة لمثل هذه الحالات الطارئة ، و قد تشيء الصدف و يكون من المعارف ، فيهم نحوك للسلام عليك يدا في يد مباشرة بعدما تجول في مغاراته و منعرجات جسمه.... حقا هي مناظر مقززة للغاية و تبعث على النفور والغثيان ، وهي بقدر ما تسود بيننا ، صغيرنا و كبيرنا، تجدها تتركز بشكل خاص لدى الذكور أكثر من الإناث ، لاعتبارات فزيولوجية و سلوكية . و يزداد الوضع استفحالا لما لا يميز المرء المغربي بين الشارع والمنزل ، بين غريزته كإنسان وغريزة غير الإنسان ، فيعمد إلى الإرتكان و أحيانا في الواجهة ليتبول " أعزكم الله " في أي مكان وزمان دونما حشمة ووقار للداني و المار من مختلف الأعمار .... ليس ذلك من شيمنا ، و ليس ذاك من طبائعنا ، فكلنا معنيون كمجتمع بمحاربة هذا الشذوذ السلوكي الذي قد يسري ، دون أن ندرك أو نبصر أونعي ، بين الرفاق و الباعة و الممونين و المرتفقين وحتى المسؤولين وبين الكثير من الكثير..... و قد يكون ما خفي أعظم . [email protected]