أجرى وفد مغربي يتكون من السيدين الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، يوم الاثنين بنيويورك، مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون تناولت آفاق مسلسل المفاوضات بشأن قضية الصحراء. وعقب هذه المباحثات، قال السيد الفاسي الفهري في تصريح للصحافة « أجرينا مباحثات مهمة ومثمرة للوقوف على آخر تطورات الملف الوطني خاصة على ضوء التطورات الأخيرة»، مضيفا أن الوفد « نقل للأمين العام الاممي التوجيهات السامية لجلالة الملك حول آفاق تسوية هذه القضية «. وأوضح أن الاجتماعات التي عقدها الوفد مع السيد بان كي مون أو مساعديه الأقربين لين باسكوي, رئيس قسم الشؤون السياسية, وألان لوري رئيس قسم حفظ السلام ، أملتها ضرورة الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، أو الأشهر المقبلة, حول الخطوة التي سيتم تحديدها, والأشخاص الذين سيتم اختيارهم , والآليات التي ينبغي تحديدها من أجل التوصل , في أقرب وقت ممكن , الى مفاوضات مكثفة، كما يطمح إلى ذلك مجلس الأمن, وعلى أساس روح التوافق والواقعية التي دعا إليها المجلس . وأضاف أن الجميع يعلم أن هذا يتقاطع مع الحل السياسي الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس ويدعمه الشعب المغربي بقوة ألا وهو الحكم الذاتي ولا شيء غير الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية للمملكة. وذكر السيد الفاسي الفهري, من جانب آخر ، أن المغرب اعتبر على الدوام أنه من الضروري إجراء تقييم مع الأممالمتحدة بعد الدورة الأولى من المفاوضات، ويتعلق الأمر بالجولات الأربع التي انعقدت بمانهاست. وأوضح السيد الفاسي الفهري أن هذا التقييم, « سيتيح لنا التمكن من رسم الآفاق سويا , خاصة على مستوى الإجراءات والوتيرة والهدف ,وكيفية الحصول في أحسن الظروف على تطبيق ملائم لقرارات مجلس الأمن , وكذا مع من ولماذا ومن أجل بلوغ أي هدف «. وفي هذا الصدد, أشار الوزير الى أن « الهدف المتوخى من قبل الجميع وكافة المجتمع الدولي هو بطبيعة الحال الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة بمنح وضع الحكم الذاتي» . وفي معرض رده على سؤال حول انعقاد اللجنة الرابعة للجمعية العامة, ذكر السيد الفاسي الفهري بأن مجلس الأمن هو الفضاء السياسي لتسوية قضية الصحراء. وتابع إن هذه القضية مدرجة منذ مدة طويلة ضمن أجندة الجمعية العامة, معربا عن الأمل في أن تساير اللجنة الرابعة وبالتالي الجمعية العامة, كما فعلت ذلك خلال السنوات الاخيرة , التوجه العام للمجتمع الدولي, من خلال مجلس الأمن. وفي هذا الاتجاه, أشار إلى أنه « لا يمكن لأحد أن يتصور جمعية عامة تبقى متخلفة عن ركب التطور الفعلي لهذا الملف «. وأكد أن المغرب « سيقوم بكل ما بوسعه لتتمكن الجمعية العامة من التعبئة في إطار توافق إذا توصلنا إلى ذلك, وفي إطار مختلف إذا لم تظهر الاطراف الاخرى الارادة السياسية الضرورية «. وكان السيدان الفاسي الفهري وياسين المنصوري مرفوقين خلال هذا اللقاء بالسفير , ممثل المغرب لدى الاممالمتحدة السيد المصطفى الساهل.