قال تقرير نصف سنوي للبيت الأبيض الأميركي يرصد تطورات الحرب في أفغانستان، إن الجيش الباكستاني يتفادى "المواجهة المباشرة" مع طالبان باكستان، وإنْ تحدث عن نقاط إيجابية في التحالف الأمني الأميركي الباكستاني. وجاء في التقرير الذي أعده مجلس الأمن القومي ورفع إلى الكونغرس أن الجيش الباكستاني تحرك ضد طالبان باكستان في جنوب وزيرستان، لكن الجنود بقوا في أماكن قريبة من الطرقات وكانت العمليات تتقدم "ببطء". أما في شمال وزيرستان، فتفادى الجيش "المواجهة المباشرة" مع طالبان باكستان والقاعدة، كما جاء في التقرير الذي عزا ذلك إلى إرادة سياسية وإلى مسائلَ تتعلق بقلة الموارد. واستند التقرير في تقييمه إلى ثمانية معايير يخص بعضها القدرة على تدمير الشبكات الإرهابية في أفغانستانوباكستان، وإضعاف قدرتها على شن هجمات دولية، وهو جانبٌ تضمن ملحقا منفصلا لم ينشر. وقال التقرير إن فيضانات غشت الماضي جعلت الجيش ينقل تركيزه من مواجهة المسلحين إلى مساعدة المتضررين من الكارثة، وإنْ رأى في ذلك جانبا إيجابيا أيضا إذ سمحت عمليات الإنقاذ للمؤسسة العسكرية بتحسين صورتها لدى الباكستانيين. وانتقد التقرير سفر آصف علي زرداري إلى أوروبا والفيضانات تضرب بلاده، وقال إن ذلك أجّج الخلافات داخل حزب الشعب، والصراعات بين المؤسستين المدنية والعسكرية، وأضر بصورة الرئيس. وجاء التقرير قبيل جولة جديدة من الحوار الإستراتيجي بين البلدين، وفي وقت توترت فيه العلاقات بين باكستان من جهة والولايات المتحدة الأميركية وال«ناتو»َ من جهة أخرى، بسبب قصف أميركي قتل عساكر باكستانيين قبل عدة أيام واعتذرت عنه واشنطن. وقلّل المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، من أهمية التقرير، وقال "ليس من المفاجئ أننا نواجه تحديات في هذه المنطقة من العالم". لكن مايكل أوهالون -المحلل الأمني في معهد بروكينغز- قال إن التقرير يظهر خيبة أمل أميركية لعدم تنفيذ باكستان التزاماتها في مواجهة طالبان والقاعدة، كما يظهر أنها مستعدة لتجهر بذلك. وجاء التقرير في وقت نقلت فيه صحيفة« وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وقادة في طالبان قولهم إن الاستخبارات الباكستانية تشجع المسلحين الأفغانيين على زيادة هجماتهم. وكان تقرير أميركي سري نشره موقع ويكيليكس ، في يوليو ز الماضي، تحدث عن دور مزدوج تلعبه الاستخبارات الباكستانية في أفغانستان. وقالت ديان فاينستاين -رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ- "لا شك لديّ إطلاقا في أن الباكستانيين يمارسون لعبة مزدوجة"، قبل أن تضيف "يجب أن يتوقف هذا الشيء، ففي النهاية وحدها باكستان ستتضرر من ذلك".