رغم تحقيق فريق الكوكب لنتيجة الانتصار أمام شباب قصبة تادلة، فإن الجمهور المراكشي لم يكن راضيا لا على نتيجة المقابلة ولا على الطريقة التي يلعب بها الفريق ولا على المكتب المسير ولا على المدرب السيد جواد الميلاني. لقد نال هذا الأخير النصيب الأوفر من السب والشتم... ! فهذا السلوك كما جاء على لسان المدرب السيد جواد الميلاني هو ناتج عن أقلية أما الأغلبية من الجمهور المراكشي فهو »راض عن العمل الذي أقوم به داخل الكوكب«، ولكن وبالعودة إلى أطوار هذا النزال والذي جرى أمام 2477 متفرج ممن أدوا ثمن التذكرة والذي بلغ 81.300، كان مستواه التقني جد متوسط وضغط نفسي جد مرتفع على الجانبين... الكوكب المراكشي بثلاث نقط فقط ويحتل الصف 10 كان يطمح لتحقيق أول انتصار له هذا الموسم أمام جمهوره أما شباب قصبة تادلة بنقطة واحدة ويحتل الصف الأخير وكان يمني النفس بتحقيق المفاجأة للابتعاد عن منطقة الخطر. في هذا الجو العام جرت المقابلة تحت شعار الانتصار ولا شيء غير الانتصار من طرف الكوكب، لكن أشبال المدرب محمد سهيل لم يكونوا لقمة سائغة كما ظن البعض في فم أصدقاء القيدوم مريانة... والذين لم يأتوا إلى مراكش من أجل السياحة، ولكن لتحقيق نتيجة إيجابية تفاجئ أصحاب الميدان. لكن الواقع شيء والطموح شيء آخر حيث جرت الرياح بما لا تشتهيه سفينة الزوار... حيث تلقوا الهدف الأول في حدود الدقيقة الثالثة عن طريق اللاعب البرازيلي كلايسون إثر قذفة زاوية من طرف الضرضوري، هذا الهدف لم يؤثر على نفسية الزوار ولم يقلل من طموحهم وبادروا إلى الهجوم ليحصلوا على هدف التعادل في الدقيقة السادسة بواسطة اللاعب خليل إثر خطأ دفاعي مشترك بين الزبيري والزكرومي وتقدم الحارس عن مرماه، لقد نزل هذا الهدف على كرسي احتياط الكوكب وعلى جمهوره كقطعة ثلج، في حين زرع ثقة زائدة عند فريق شباب قصبة تادلة... لكن ركون هؤلاء في الدفاع للدفاع عن المكتسبات كان من بين الأخطاء التي ارتكبها التدلاويون حيث كانت أنجع خطة للدفاع هي الهجوم، ففي الدقيقة 37 وعلى بعد 30 متر وبقذيفة قوية هوائية سجل اللاعب الأطلسي الهدف الثاني في شباك الحارس بوعميرة، نفسه اللاعب كان قريبا من التسجيل في الدقيقة45 لولا تدخل الحارس بوعميرة، كذلك اللاعب كلايسون في الوقت الميت كان قريبا من إطلاق رصاصة الرحمة على الزوار ليعلن الحكم بولحواجب عن نهاية الشوط الأول... الشوط الثاني على العموم كان مغايرا في خطط اللعب من طرف الفريقين معا: الزوار لجؤوا إلى اللعب بواسطة تمريرات عالية وطويلة بحثا عن رأس المهاجم أبو النور - اللاعب السابق لأولمبيك مراكش - هذا الأخير كان خطيرا بضرباته الرأسية على شباك الحارس بلكميري. أما المحليون فقد فضلوا تمريرات قصيرة انطلاقا من وسط الميدان للوصول إلى مربع العمليات حيث يوجد كل من كلايسون وريكاردو. رغم هذه الاستراتيجية الجديدة و التغييرات التي لجأ إليها المدربين فلم تتمكن خطوط الهجوم لا من هذا الجانب ولا من ذاك أن تغير من النتيجة المسجلة في الشوط الأول، وفي الوقت الميت من المقابلة يطرد الحكم بولحواجب من عصبة عبدة دكالة الذي كان في مستوى النزال اللاعب كلايسون، ويعلن كذلك عن نهاية المباراة في جو رياضي بديع وليتنفس الكوكب الصعداء وذلك بتحقيق أول انتصار هذا الموسم بملعب الحارثي.